ولا يفوتنا في هذا المقام، ونحن نتحدث عن مواقفه تجاه قضية فلسطين وارتباطها بالجانب الديني في حياة الملك عبد العزيز أن نذكر موقفه العظيم من محاولة اليهود تقديم رشوة كبيرة له مقابل بيع فلسطين لليهود والتخلي عنها وإجلاء سكانها العرب، ويتعهد اليهود لقاء ذلك بدفع مبلغ عشرين مليون جنيه عن طريق زعيم الصهيونية العالمية (وايزمان) ، يتضح ذلك في نص الرسالة التي وجهها الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ إلى الرئيس الأمريكي آنذاك روزفلت ومنها ما يلي:
"أما الشخص الذي هو الدكتور وايزمان فهذا الشخص بيني وبينه عداوة خاصة، وذلك لما قام به نحو شخصي من جرأة مجرمة بتوجيهه إليّ من دون جميع العرب والمسلمين تكليفاً دنيئاً لأكون خائناً لديني وبلادي، الأمر الذي يزيد البغض له ولمن ينتسب إليه، وهذا التكليف قد حدث في أول سنة من هذه الحرب ـ أي الحرب العالمية الثانية ـ إذ أرسل إليّ شخصاً أوروبياً معروفاً يكلفني أن أترك مسألة فلسطين وتأييد حقوق العرب والمسلمين فيها، ويسلمني عشرين مليون جنيه مقابل ذلك، وأن يكون هذا المبلغ مكفولاً من طرف فخامة الرئيس روزفلت نفسه، فهل من جرأة ودناءة أكبر من هذه، وهل من جريمة أكبر من هذه الجريمة؟ يتجرأ عليها هذا الشخص بمثل هذا التكليف، ويجعل فخامة الرئيس كفيلاً لمثل هذا العمل الوضيع".