علم نافع وقول سديد، وخطاب بليغ، وبيان مبين، وتشخيص صحيح لأمراض المجتمع، ووصفة صادقة للدواء، من ملك إذا قال فعل، وإذا وعد وفى، وقد كان اهتمامه رحمه الله بالعلم والعلماء، وتقديره للعلماء، يأخذ عليه أولوية أعماله، قرب العلماء العاملين، والمصلحين الصادقين، وأهل الرأي والمشورة وأولي الأحلام والنهى، وجعلهم أهل مشورته وخاصته، وأكرمهم ورفع منزلتهم، وكان يشاركهم عن علم ودراية البحث العلمي والبيان والنصيحة، وإظهار معالم منهج السلف الصالح في تطبيق الشريعة الإسلامية، لإقامة الجماعة، وتحصيل النجاة والسعادة، وتجنيبها دروب الهلاك وسبل الغواية والتفرق، وفي كل نائبة يجتمع بالعلماء، ويجمعهم على اختلاف مشاربهم، للمذاكرة والمطارحة، وإزالة ما قد يكون بينهم من فجوات، ويكون بينهم وبين الرعية من تباعد، بسبب الشبهات التي يبثها المغرضون، فصار لهؤلاء العلماء والمصلحين الصادقين، جهود كبيرة وأفكار صالحة، كان لها الأثر العظيم، في رأب الصدع، وجمع الكلمة، وتوحيد القوة، ودحض أسباب الفرقة، ونبذ عوامل الخلاف، والتوعية الراشدة، وتنبيه الأمة إلى حاجتها لجهود هذا الإمام الفذ عبد العزيز، والالتفاف حوله على منهجه السليم، وقد تواكب هذا بيقظة الشعور والإحساس بالحاجة، والتوعية المناسبة مع جهود الملك عبد العزيز، فأثمرت كل الخير ولله الحمد والمنة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015