"يا ولدي، الدنيا ليست بدار قرار، فلا تتهاون في صلاتك، ولا تتكاسل عنها، فالصلاة ركن الدين، وصلة الإنسان برب العالمين، من ضيعها ضيعه الله، وباء بغضبه ولعنته".

إنها كلمات فقيه داعية، امتزج فيها حزم ولي الأمر، برفق الوالد الرحيم، وموقف عظيم اجتمع فيه وعظ العالم، وقدوة الراعي، وأسوته، وما أخلق هذا الأسلوب، وأجدره أن يؤتي أكله، وينفذ، ليخالط بشاشة القلوب بدون استئذان.

كان - رحمه الله - حامل لواء الدعوة إلى توحيد صفوف المسلمين بعامة، والعرب بخاصة، فماذا كان موقفه العملي من ذلك؟

لقد كان - رحمه الله - قدوة عصره في ذلك، وأسوة زمانه، فمنذ أن استعاد الرياض عام 1319هـ، وهو يصل الليل بالنهار، ويقطع الفيافي والقفار، ويبذل النفس، والنفيس في سبيل توحيد شبه جزيرة العرب، ولم شعثها، وجمع شتاتها، في تصميم لا يكل ولا يمل، وعزيمة تفل الحديد، وتلين لها الجبال، ولقي في سبيل ذلك من الشدائد، والصعاب مالا يثبت له إلا صناديد الرجال، الذين يبتغون بجهادهم وجه الله تعالى، والدار الآخرة، حتى أتم الله له مراده، وحقق له غايته بتوحيد أغلب شبه الجزيرة تحت راية: لا إله إلا الله محمد رسول الله.

فكان بذلك أسوة حسنة، وقدوة صالحة لكل داعية يروم وحدة الأمة، ولكل مصلح يدعو إلى توحيد المسلمين، واعتصامهم بحبل الله تعالى، ونبذ الفرقة والتشرذم، والشتات؛ ليعود للأمة الإسلامية مجدها وعزتها وهيبتها.

الخاتمة

في الصفحات السابقة استعراض سريع لجوانب من جهد الإمام الملك عبد العزيز - رحمه الله - في الدعوة إلى الله، وحديث عن أهم ما شغل الملك في رسالته الدعوية، وهي قضايا بالغة الأهمية في حياة الأمة الإسلامية، بل إنها قضايا حياتها كلها في كل العصور.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015