ثم هو يقوم بهذه الواجبات الجليلة جنباً إلى جنب واجباته في الداخل بتوحيد أجزاء المملكة وتشييد صروحها العلمية والأمنية والصحية والتنموية المتعددة، في تسابق مع الزمن، وبناء المواطن الصالح كأنموذج للإنسان المسلم المعاصر المتدرج في أكناف عقيدة التوحيد، والمعتز بقيادته الواعية الراشدة، المترعرع في أحضان كيان متميز يستشرف خدمة الإسلام والمسلمين ويشرف بها.

ومن أجلّ منجزات الملك عبد العزيز التي لا تقارن بغيرها إطلاقا تربيته الفذة لأبنائه البررة الذين تحمّلوا الأمانة من بعده ورفعوا راية التوحيد خفاقة عالية، وواصلوا مسيرة الخير والعطاء وبذلوا كل شيء لخدمة الإسلام والمسلمين.

نبذة عن عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب:

لم تتجاوز دعوة الشيخ محمد رحمه الله أصل الدين وجوهره، وهذا أمر واضح جلي يلمسه كل من قرأ تاريخ الشيخ وسيرته وتأمل في كتبه ورسائله.

ولعله من المناسب هنا إيراد طرف من كلامه يجلي فيه الأصالة في وضوحها ونقائها ويذب عنه ما ألصق به زوراً وبهتاناً، فها هو يقول في رسالة إلى بعض من سأله:

وأما ما ذكر لكم عني فإني لم آته بجهالة بل أقول ولله الحمد والمنة وبه القوة {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام:161] .

ولست ولله الحمد أدعو إلى مذهب صوفي، أو فقيه، أو متكلم أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم مثل ابن القيم والذهبي وابن كثير وغيرهم، بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له وأدعو إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أوصى بها أول أمته وأخرهم وأرجو أني لا أرد الحق إذا أتاني بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه إن أتانا منكم كلمة من الحق لأقبلنها على الرأس والعين ولأضربن بكل ما خالفها من أقوال أئمتي حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقول إلا الحق [12] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015