ولئن كانت المعالم الرئيسة لسيرة الملك عبد العزيز ثلاثة كما يقول معالي الدكتور عبد الله التركي وهي:

1- عبقريته ومواهبه المتعددة المتكاملة.

2- المنهج القويم الذي التزمه.

3- والنموذج الاجتماعي والسياسي الذي بناه [11] .

فإن كل معلم من هذه المعالم النيرة مدرسة في حد ذاتها لها مقوماتها وخصائصها تستأهل أسفارا ضخاما.

لذا نقتطف قبسا من حياته المباركة وسيرته الفذة في (أصالة المنهج) الذي اتبعه، وهو أهم وأجل الجوانب التي اكتنفت حياته المباركة، والتي من خلالها تتجلى (الأصالة) ناصعة بهية، لنرى كيف أن الله تعالى قيض هذا الإمام الهمام والملك الراشد، وادخره بمواهبه ومناقبه وعزيمته ليظهر في غمرة الأحداث المتتابعة في بقعة من أطهر البقاع، وفي فترة هي أخطر الفترات، وكيف قاد شعبه من الصحراء إلى المجتمع الدولي!.

وهو مع ذلك وقبل ذلك داعية التوحيد، يعمل من أجل ربه جل وعز، ولإعلاء كلمته ونصرة المسلمين.

فلقد كانت الأمة الإسلامية في مهب الريح في أعقاب تفكك الدولة العثمانية وظهور التوجهات الفكرية والنزعات العرقية والمطامع الاستعمارية، من بين كل هذه الأخطار الجسام والنوازل العظام خرج الملك عبد العزيز بشخصه المهيب، ومنهجه الأصيل ليقيم مملكته إسلامية ترفرف عليها راية التوحيد وتجمع بين شعبه كلمة التوحيد، وتنهض عزيمته الميمونة بواجبات إسلامية جليلة في مجال الدعوة إلى الله، والحفاظ على بيضة الإسلام في كل مكان ورعاية شئون المسلمين لاسيما الأقليات، استشعاراً بمسئوليته الإسلامية وموقعه ومكانته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015