ومع صحة إسناده قد اختلف العلماء في الحكم عليه اختلاف متبانياً. فقال الترمذي: حديث حسن. وقال أبو داود: هذا الحديث منسوخ وقال النسائي: هذا حديث مضطرب. تلخيص الخبير 2/ 216، وقال مالك: هذا كذب. وقال الزهري: هذا حديث حمصي. وقال الأوزاعي: مازلت له كاتماً حتى رأيته انتشر. وقال الحاكم: وله معارض بإسناد صحيح. ووصفه الطحاوي بالشذوذ لكونه خالف الآثار التي أشهر وأظهر منه في أيدي العلماء. وقال ابن تيمية فيما نقله عنه ابن عبد الهادي في التنقيح: (وأن الحديث شاذ أو منسوخ) كذا في إرواء الغليل 4/125. وقال ابن حجر: (لكن هذا التلون في الحديث الواحد بالإسناد الواحد مع اتحاد المخرج يوهن راويه وينبئ بقلة ضبطه ... الخ.

وقد تصدى للعلل القادحة فيه الشيخ الألباني في إرواء الغليل4/118-125وأجاب عنها وبين أن الحديث صحيح من ثلاث طرق ولم يعتره شذوذ ولا سواه.

والأثرم في كتابه هذا حكم عليه بمخالفة الأحاديث كلها وذكر منها أمر النبي صلى الله علية وسلم بصوم محرم، وكونه صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان، وحثه صلى الله عليه وسلم على صيام ست من شوال، وأمره صلى الله علية وسلم بصيام عاشوراء، وأيام البيض، وقد يكون في كل هذه السبت وهي ليست مما افترض.

قلت: وقد صح النهي من النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة إلا أن يصام قبله يوم أو بعده يوم. فمعلوم أن الذي بعده السبت. وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" أحب الصيام إلى الله صيام داود كان يصوم يوماً ويفطر يوماً".وقد يوافق صومه السبت.

وورد التوجيه النبوي بصوم يوم عرفة لغير الصائم، وقد يكون يوم السبت قال ابن حجر: وقد روى مسلم من حديث أبي قتادة مرفوعاً (إن صوم عاشوراء يكفر سنة، وإن صيام يوم عرفة يكفر سنتين) الفتح4/249.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015