ونخص بالذكر تحليله الدقيق لمأساة العرب في زنجبار ثم تنزانية، ومقدماتها البعيدة، وتحديده المنصف لتبعة العرب في تلك الفواجع الدامية، ثم علاقة ذلك كله بالدعايات الغربية واللإيحاء الصهيوني، وبردود الفعل العِرْقِي ضد الجنس الأبيض في بعض المناطق، وضد الأجناس غير السوداء مطلقا في بعض المناطق الأخرى.. وما رافق ذلك من أحقاد أدَّت - في الكنغو - إلى أكل لحوم بعض الإيطاليين على مسمع ومرأى من شهود عيان!.

ومع تقديرنا لموضوعية هذه الأحكام نرى أن يضاف إلى عوامل المأساة في زنجبار مساعي اليسارية العربية، التي تولت تدريب القتلة في ظل بعض الأنظمة الاشتراكية.. الأمر الذي أعلنه أصحابه مع قيام الثورة نفسها.. ثم ما أشار إليه المؤلف من دسائس بعض السفارات العربية ضد الحكم القائم في ملاوي - وغيرها - مما أدى إلى زيادة التغلغل اليهودي في تلك الأقطار على حساب مصلحة العرب!

وقد تتبع المؤلف أثر الاستعمار في تأخر المسلمين، وتعمُّد المستعمر إقصاءهم عن الحياة العامة، وتركيزه على إضعاف اللغة العربية، وتحويل الشعوب الأفريقية عنها وعن الكتابة بحروفها إلى لغاته وحروفه، فجمَّد بذلك حركة المد الإسلامي إلى حد بعيد. واستعان بالتبشير لضرب الإسلام في عقر داره، ولانتزاع أبناء المسلمين من دين آبائهم، حتى أصبح هناك أسر تحتوي بين أفرادها المسلمين والمسيحيين!.

ولا ننسى أن نشير هنا إلى ملاحظته الدقيقة للصلات اللغوية بين العربية ولغات السواحل الشرقية من أفريقية، حيث تكوِّن من امتزاجها لغة خاصة هي السواحلية. وقد أحسن صنعا بما قدمه على ذلك من شواهد في جدول مقارن استغرق ثماني صفحات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015