وفي أثناء تجوالك مع المؤلف بين مسلمي تلك الأقطار ستضع يدك على الكثير من مواطن الأمل والألم.. إذ تطل على المعارك الرهيبة التي يخوضها الإسلام للدفاع عن بقائه ومعظمها من مخلفات الصليبية التي غادرت أفريقية من باب الجيوش لتدخلها من نوافذ التبشير والصهيونية ووليدتها الشيوعية، العدو الجهنمي الجديد.

وسيدهشك من واقع هذه المعارك صمود الإسلام على امتداد هذه الجبهات كلها، وهو الأعزل من كل سلاح سوى الحق الذي يسلك طريقه إلى القلوب عن طريق الفطرة، فيمتزج معها إلى الحد الذي يعجز أعداء في أيديهم مقاليد العلوم والحضارة والفنون وسائر وسائل الإغراء والاستهواء.

وفي الوقت نفسه سيؤلمك أن ترى الضعف الذي يعتري وجود المسلمين في كل مكان من هذه الأقطار الإفريقية.. ذلك الضعف الذي يكاد يكون شاملا لمختلف جوانب الحياة، وبخاصة في ناحية الثقافة الإسلامية، حيث معظم المسلمين لا يفقهون من العربية ما يمكِّنهم من الاتصال بمنابع الوحي، وليس لديهم من الترجمات لهذه المعاني ما يفي بغرض التوعية، ناهيك بالخرافات والبدع التي تفسد على العامة تصورهم وتفكيرهم، ثم يأتي وراء ذلك التمزق الذي يفتت قوة المسلمين، فيجعل منهم في بعض المناطق شيعا متنافسة يقاتل بعضهم بعضا حتى في الجمعية الواحدة - كما هو الحال في كينية حيث يرتفع عدد الجمعيات الإسلامية إلى 420 دونما جدوى -

ثم تخرج من ذلك كله بهذه النتيجة المؤثرة، وهي أن الطاقة الإسلامية العاملة هناك إنما هي طاقة أفراد وهبوا أنفسهم لله، فهم جنوده المجهولون، هالهم ما يتعرض له دين الله من أخطار، فتقدموا لحمل لواء الدعوة يجمعون تحته القوى، ويبصِّرون المسلمين بواقعهم وواجبهم ومصائرهم، ليتعاونوا معهم على صد الأرزاء وتثبيت العقيدة العاصمة في صدور الأبناء، الذين أصبحوا بتأثير الثقافة الغربية المسمومة صيدا قريب المنال لسهام الأعداء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015