الثالث: إطلاق يد الأعداء في وضع مناهج التعليم لكل المستويات من المدارس الابتدائية إلى أعلى أقسام التخصص، متذرعين بأن للقوم خبرة وتجربة يجب أن يستفاد منهما، ولا شك أن الاستفادة من ذوي التجرية مطلوبة ولو كانوا كفارا، ولكن يشترط في ذلك العلم بأن ما تأخذه منهم فيه فائدة وليس فيه مضرة على المسلمين في دينهم ودنياهم، وذلك يقتضي التمحيص والتدقيق في الأمور التي تعرض لأخذها وتطبيقها في بلاد الإسلام، أما أن تطلق أيدي الآثمين من أعدائنا فتخطط كما تشاء مما نعلم يقينا، أنه من مصالحها هي ومن مضارنا نحن فهذا لا يرضاه مسلم يؤمن بدينه وحقوق أمته، ولهذا نجد هؤلاء المخططين من أعدائنا اغتنموا الفرصة عندما أمناهم على أعظم سبيل لنجاحنا، اغتنموا الفرصة وأقصوا علوم الدين من تلك المناهج في أكثر المدارس، والمدارس التي بقي للدين فيها أثر فصفحات معدودة لاتسمن ولا تغني من جوع، وأخذوا يدسون على تاريخ الأمة الإسلامية بالطعن على خلفائها وقوادها ومفكريها، وإلصاق التهم بهم، وفي نفس الوقت أخذوا يرفعون رؤساء وقوادا من أعداء الدين بالمدح والثناء عليهم وعلى أفكارهم، حتى أصبح الناشئون من أبناء الإسلام يجلون ويكبرون قادة الأفكار الهدامة من أمثال (ماركس ولينين وهتلر وغاندي وماو) وغيرهم من ساسة الكفار أكبر وأعظم من إجلالهم لأمثال (أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وخالد وعبد الله بن رواحة) وغيرهم من حملة راية الإسلام.