وبينوا للناس محاسن الإسلام وحكمه وأسراره في الجهاد وغيره، لما وصل جيلنا الحاضر إلى ما وصل إليه من تنكر لدينه وكفر بمبادئه، ولكنهم أي المسئولين عن هذه الأجهزة بدل أن يفعلوا ذلك فعلوا ضده، فكل رذيلة أرادوا مقارفتها، والإسلام يحاربها كرذيلة الزنا ودواعيها، سلطوا أجهزتهم على تقبيح الوسائل التي اتخذها الإسلام للابتعاد عن تلك الرذيلة، ووصفوها بأوصاف منفرة، حتى تصبح عند الناس من الأمور المنكرة التي تنفر من ذكرها الأسماع، ومن أوضح الأمثلة على ذلك، وسيلة عفة المرأة، وهي الحجاب، فقد سلطت عليه تلك الأجهزة مقبحة له زاعمة أنه سلب لحرية المرأة وهضم لحقها، وانطلق علماء الشيطان المنتسبون إلى الإسلام يبرهنون لتلك الأجهزة على صحة ما تثبته في الناس بالتأويلات الفاسدة لنصوص الشرعية، كما ارتفعت أصواتهم بإباحة اختلاط الجنسين في كل ميدان، وصرح شجعانهم بأن تعاليم الدين في هذا الباب تعتبر غلا في عنق المرأة يجب أن يكسر، وأول جبناؤهم نصوص الوحيين في مدح الاختلاط كما أولوا ذلك في مسألة الحجاب، وأجهزة الإعلام تنشر كل ذلك بجانب نشر وسائل الدعارة، حتى قتلوا بذلك معنوية الشباب، فأصبح شبابا مائعا لا هم له سوى بطنه وفرجه، وليفعل أعداؤه في بلاده ما أرادوا.
مسؤولية التعليم:
إن للتعليم أهميته التي لا يجحدها أحد من الناس - كل الناس - والذي ينقص المسلمين في التعليم أمور:
الأول: عدم إسناد مسؤوليات التعليم إلى من هو أهل لها في كثير من البلدان الإسلامية حيث تسند إلى أشخاص ناقصي الخبرة وفاقدي الأمانة، والقوة والتنفيذ والجهل والخيانة والضعف أمراض فتاكة تقتل الشعوب وتمنع الخير.
الثاني: عدم الاعتناء بوضع المناهج التعليمية المفيدة في الدين والدنيا، والسبب الغالب هو: