ورعاة هذه المسئولية في كل شعب من الشعوب الإسلامية هم وزراء الإعلام فالواجب عليهم أن يعملوا بمقتضى دينهم الذي يدعونه، فيسيروا هذه الأجهزة في طريق مستقيم بحيث ينتفع بها أبناء شعوبهم بتوعيتهم بالثقافة الإسلامية واطلاعهم على الأحداث الجارية، وتحذيرهم من تخطيطات أعدائهم التي يقصدون من ورائها اجتثاث إيمانهم من قلوبهم أو إضعافه - على الأقل - كما يجب أن تستخدم هذه الأجهزة في بيان الطرق والأساليب الواجب اتخاذها ضد تلك المخططات بكشفها للناس عن طريق الخطابة والكتابة الإذاعة وغيرها، وأن يتخذوها وسائل للتعليم المتنوع بحيث يستفيد منه جميع طبقات الأمة، من شرح لأمور الدين التي لا يسع أحدا من المسلمين جهلها، كالصلاة والزكاة والصوم والحج، والمعاملات المصرفية والعلاقات الزوجية وأشباهها, ومن دروس علمية في التفسير والحديث والأخلاق الإسلامية والجهاد في سبيل الله الذي يعتبر أهم سلاح حاول ويحاول كسره الأعداء الصرحاء منهم والمنافقون، حتى لا تكاد الشعوب الإسلامية إلا ما شاء الله تفكر في رفع راية الجهاد ضد أعداء الله في هذا العصر، بتأثير من حكامهم الطغاة، الذيت تربعوا على كراسي الحكم بالقوة وأشاعوا بين المسلمين ما أراده أصدقاؤهم الكفار الصرحاء، من أن الجهاد وحشية لا يصلح للقرن العشرين! والواقع أن القتال من أجل الباطل هو سلاح أولئك الكفار، ينفذون به مأربهم، يغزون الشعوب ويقتلون أهلها، ويستحلون محارمهم، وينهبون أموالهم وثرواتهم، ويحدثون بينهم الفوضى والاضطراب والخراب والدمار، من أجل إشباع شهواتهم المسعورة، ومن أجل السيطرة التي ليس لهم فيها أدنى حق، ولا يعتبرون ذلك وحشية بل يعتبرون الجهاد الذي هو وسيلة تحرير الناس كلهم من عبودية الناس إلى عبودية الله وحده، ولا يقوم حق الله وحق عباده إلا به, يعتبرونه وحشية وهمجية، فلو أن المسئولين عن تلك الأجهزة استخدموها في كشف وفضح هذه المؤامرات لا في تأييدها وبثها،