وكانوا يقولون أيضا ساخرين هازئين: "إن صحّت تلك الرجعة إلى الحياة بعد الموت فنحن الخاسرون حقا لأنّا كنا بها مكذبين".

وقد ردّ الله سبحانه وتعالى عليهم بعد أن أقسم في أول السورة أنهم سيبعثون أحياء يوم القيامة، ردّ سبحانه وتعالى عليهم بما يتضمن:

"لا تحسبوا هذه الكرة صعبة تحتاج إلى معاناة وطول زمن، إنها سهلة هينة في قدرة الله تعالى، فما هي إلا صيحة واحدة لا ثانية لها ولا ثالثة ولا تحتاج إلى شيء يصاحبها ويشدّ من أزرها، صيحة واحدة فقط، ثم في أقل من لمح البصر يخرج هؤلاء المنكرون للبعث أحياء من فوق الأرض، تجف منهم القلوب وترتعد الفرائص وتغشى أبصارهم الذلة".

وقد جاء هذا الاستفهام {أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَخِرَةً} جاء مفيدا الإنكار والتكذيب والاستهزاء والاستبعاد والتعجب:

فقد أنكروا أن يردوا إلى الحياة بعد أن يصير وفي قبورهم ترابا وعظاما نخرة، ينكرون ذلك الردّ ويكذبون به ويهزءون، ويستبعدون أن يقع في وهم ويعجبون أن يكون.

أختي العزيزة: هل:

في ختام هذه الرسالة أحب أن أنبهك لأشياء:

1 - لعلك قد لحظت أن هذه الاستفهامات الثلاثة عشر التي جاءت في هذه الرسالة وقد دخلت فيها همزة الاستفهام على إذا الشرطية كانت- ماعدا الأول منها- محكية عن المشركين، وأنها قد أفادت أول ما أفادت إنكار هؤلاء المشركين للبعث، وتكذيبهم بقدرة الله عزّ وجلّ على إعادة خلقهم مرة ثانية بعد أن يموتوا ويصبحوا في تراب الأرض ترابا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015