"إنها إن دامت سنوات بلغت البلاد درجة عظيمة من الرقي. إنّ الأمن في الحجاز، لا مثيل له في أي بلد من بلاد العالم الآن" [18] .
وقال محمد بن عبد الله الأنصاري الاحسائي:
"والمملكة العربية السعودية تتقدم من حسن إلى أحسن، قد عمها الأمن، وشملها العدل، واتسع الرزق، وكثرت موارده، وعم اليسار معظم طبقات الشعب بما أجرى الله في جهات الاحساء من ينابيع الزيت بحكمة هذا الملك المصلح فقد طبق في مملكته الأحكام الشرعية التي جاء بها القرآن ونطقت به سنة النبي الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فقتل القاتل، وقطع يد السارق، وجلد شارب الخمر، ورجم الزاني المحصن، وشدد العقاب على المعتدين والعابثين بالأمن، فنعمت البلاد بأمن لم تكن تحلم به، ولم يحصل لغيرها من رعايا الدول الكبيرة المتمدينة، وأقام الدليل الواضح على أن شريعة الإسلام هي الشريعة الكفيلة لسيادة البشر في كل زمان ومكان، فجزاه الله عن المسلمين خيرا" [19] .
والحمد لله، لقد أصبحت حدود الله، والمحافظة عليها قائمة إلى وقتنا هذا، وستظل دائما إن شاء الله، بفضل الله، ثم بفضل أولئك الذين وفقهم الله، لإقامة حدود الله، وإن شريعة الله تتفق مع فطرة الله التي فطر الناس عليها، ففيها الأمن والأمان والهدوء والاطمئنان.
لقد أرسى أَسَاسًا متينا للإصلاح الاجتماعي الذي هو الغاية العظيمة من جهاد تلك السنين الطويلة الشاقة، والمتاعب الجسام. التي وفقه الله فتغلب عليها، فلم يهن، ولم يضعف، بل ظل على حيويته ونشاطه، وابتساماته العريضة التي يقابل بها جميع الناس، وصدره الذي شرحه الله دائما فهو الهاش الباش لجميع الذين يلقاهم ويلقونه، فإذا رأيته لحظات غاضبا، فإنما غضبه لله وفي الله.
والحمد لله لقد تخطى عقبتين كؤدين ومشكلتين عظيمتين هما الهجر والأمن والاطمئنان، فاستحق عن جدارة أن يلقب بالمصلح والرائد الاجتماعي في العصر الحديث.