بل لقد انتقلت هذه الكلمات إلى عامة المسلمين في جميع البلاد الإسلامية، في الصحراء وفى المدن والدساكر، في أعماق بلاد المسلمين، يهنيء بعضهم بعضا، بسبب ما وصل إليه الأمن والأمان في البلاد المقدسة، وبنجاح التجربة الإسلامية، وعودة بلد من بلاد المسلمين إلى الحكم بكتاب الله، ويتمنى أن تنال هذه التجربة الناجحة بلاد المسلمين فيرجعوا إلى كتاب الله.
لقد شجع بعضهم بعضا على أداء الحج والعمرة، وغاب عامل الخوف والرعب، فكانوا يقولون:
هيا إلى الحج، هيا إلى العمرة، إلى الأماكن المقدسة، إلى مكة وإلى المدينة، الطريق آمن، ابن سعود يحكم بالشرع، عبد العزيز قضى على القتلة والسفاحين، سنرجع بسلامة الله.
كلمات لا يزال يحكيها المعمرون في أقاصي البلاد الإسلامية، الذين رأوا بأعينهم الأعمال العظيمة التي قام بها عاهل الجزيرة الملك عبد العزيز آل سعود، فكانت خير شاهد على توفيق الله له.
ولقد جاء في الحديث الصحفي الذي نشره محمود أبو الفتح- رحمه الله- وقد زار البلاد، ورأى بعينيه ما وصلت إليه البلاد منذ أكثر من خمسين سنة ما يأتي:
"وجاء ابن سعود، فضرب أمثلة ... كان يأمر بالسارق فتقطع يمناه، وبالقاتل فيجز رأسه في السوق العامة ... تلك أمثلة ... ولكنها كانت درسا نافعا، فقد قطع ابن سعود عشرات من رءوس اللصوص والقتلة، وأنقذ بذلك رءوس الألوف من حجاج بيت الله الحرام".
ثم يكمل حديثه فيقول:
والآن تسير الفتاة من طرف الجزيرة الغربي إلى طرفها الشرقي، تحمل الذهب، فلا يتطلع إليها أحد، بل يرى الناس قطعة الذهب أو الفضة ملقاة على الأرض، تسقط من بعض المارة، فلا يقربونها، وإنما يبلغون عنها الشرطة.
ويحدثني المعتمد البريطاني في جدة عن حالة الأمن فقال: