علم أمير الطائف في أوائل ضم الحجاز أن البدو اختطفوا اثنين من حجاج الهند وقتلوهما، وأخذوا أمتعتهما، فأمر بإحضار كبار القبيلة التي حصل في حدودها الحادث، وحدد لهم ثلاثة أيام لإحضار المسروقات، والإرشاد عن جثث القتلى، وأقسم أنه إذا انقضى الميعاد المضروب دون نفاذ المطلوب، ليبيدن القبيلة بأكملها، وقبل مضي الميعاد، أحضر رجال القبيلة المسروقات، وأرشدوا إلى جثث القتيلين، وأخيرا أرشدوا إلى اثنين اعترفا بالقتل، فأمر بقطع رقبتهما.

وفى هذه المرة اعتداء على السعوديين فقد جاء إلى القصر في الرياض بضعة رجال من إحدى القبائل، يطلبون عيشا وكسوة، فكان لهم ما ابتغوا، ثم ارتحلوا، فمروا في طريقهم ببعض الجمال والنوق، فساقوها أمامهم، فشكاهم أصحابها إلى السلطان عبد العزيز، فبعث السلطان من يحمل الخبر إلى أمير الاحساء، فما وصل إليه الخبر، حتى تحرك رجال الدولة يبحثون عن اللصوص، وما هي إلا أربع وعشرون ساعة حتى جيء بهم وبالمسروقات ولقوا جزاءهم.

{إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ} . (المائدة: 33) .

لقد ألقى الله في قلب كل من تُسوّل له نفسه السير في طريق العدوان والفساد وسادت الرغبة في الحفاظ على حقوق الله وحقوق العباد، فكان يُرَدَد في كل مكان: "الحكم للشرع"، "السارق تقطع يده"، "القاتل يقتل""دل عبد العزيز"، "التمسك بشريعة الإسلام" "الصلاة الصلاة ".

كلمات تسمع في البادية، وفي القرى والمدن، وفى البر والبحر، وفى الأماكن المقدسة، يرددها الناس فتزلزل القلوب، وتخيف النفوس المريضة، وتزيد المؤمنين إيمانا وطمأنينة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015