"قد أمهلت كل لمن خالفني في شيء منها ثلاث سنين فإن جاء بحرف واحد عن أحد من القرون الثلاثة ... يخالف ما ذكرت فأنا أرجع عن ذلك".
قال: "ولم يستطع المتنازعون مع طول تفتيشهم كتب البلد وخزائنه أن يخرجوا ما يناقض ذلك عن أحد من أئمة الإسلام وسلفه".
فهل يريد الأشاعرة المعاصرون أن نجدِّد التحدِّي ونمدد المهلة أم يكفى أن نقول لهم ناصحين:
إنه لا نجاة لفرقة ولا لأحد في الابتداع, وإنما النجاة كل النجاة في التمسك والاتباع ...
إن السفينة لا تجري على اليبس
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها
من أهل القبلة لا من أهل السنة:
تبين مما تقدم أن الأشاعرة فرقة من الثنتين وسبعين فرقة وأن حكم هذه الفرق الثنتين وسبعين هو:
1ـ الضلال والبدعة.
2ـ الوعيد بالنار وعدم النجاة.
وهذا مثار جدل كبير ولغط كثير ممن يجهلون منصب أهل السنة والجماعة في الوعد والوعيد إذ ما يكادون يسمعون هذا حتى يرفعوا عقيرتهم بأننا ندخل الأشاعرة النار ونحكم عليهم بالخروج من الملة -عياذا بالله-.
ونحن نقول إنه لا يصح تفسير ألفاظ أو إطلاقات مذهب السلف في الوعد والوعيد إلا من خلال أقوالهم هم وعلى الذين يجهلونه أن يستفصلوا قبل أن يتسرّعوا بادّعاء التكفير.
وهذا موجز لمذهب السلف في ألفاظ الوعيد ونصوصه:
1ـ فمن ألفاظ الوعيد "الضلال"وهو ليس مرادفا للكفر بإطلاق إلا عند من يجهلون أوضح بدهيات العقيدة، فإذا أطلق على أحد من القبلة فالمراد به المعصية في الاعتقادات كما أن لفظ "الفسق"يطلق على المعصية في الأعمال.
مع أن الضلال والفسق يطلقان على الكفر أيضا كما في قوله تعالى: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً} , وقوله: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ} .