وثاني هذه الصفات زيادة الإيمان بسماع الآيات: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً} وتلاوة الآيات قراءتها من خطيب على منبر، أو واعظ، أو مرشد، من قارئ يتهجد بليل، أو متعلم يرتل بالنهار، فذو الإيمان الحق لمجرد سماعه آيات الله تتلى ترتفع درجة إيمانه إلى مستوى أدناه أن يخف معه لقضاء الواجب، وترك المكروه، وأعلاه أن يصبح الغيب عنده شهادة، والمعقول كالمحسوس، ويوضح هذا المعنى الذي في زيادة الإيمان رؤية المرء شخصا عند طلوع الفجر، ثم رؤيته مرة أخرى عند الإسفار، ثم ثالثة عند طلوع الشمس وارتفاع النهار، أليست الرؤى الثلاث قد اختلفت اختلافا كبيرا، فالأولى لم تعد أكثر من رؤية شبح أو شخص غير معروف، والثانية كانت رؤية شخض عرف بها معرفة إجمالية، أما الثالثة فإنها رؤية عرف معها الشخص بكامل سماته وخصائصه وفوارقه؟؟
فإذا كانت الرؤية واحدة واختلفت آثارها باختلاف قوة الضوء وضعفه، فكذلك الإيمان يقوى ويضعف ويزيد وينقص, والدليل على ذلك آثاره في قوة اليقين وصلاح الحال، والاستقامة في السلوك. فالمؤمن الحق هو الذي يزيد إيمانه لسماع كلام ربه جل جلاله ومن لم يجد أثر الزيادة في إيمانه عند سماع كلام ربه فليشك في وجود إيمانه وليفتش عنه ليتعرف أي العواصف المادية ذهبت به.