ولم يلبث أن عاد بعد أيام، وبصحبته بعض الشباب الذين فتح الله قلوبهم للإيمان، وطلب أن يتلقوا دروساً في القرآن والحديث كل أسبوع، واتخذت الترتيبات لذلك، وأخذوا يترددون على مبنى المركز فترة من الزمن زاد فيها عددهم ونما، ورأوا أن يتخذوا لهم مقراً في أحد أحياء لندن يباشرون منه نشاطهم في دعوة الناس إلى الإسلام، وكان أمرهم عجباً حقاً في تلك الفترة فقد حصلوا من بلدية لندن على الإذن باستعمال إحدى المباني التي تقرر إزالتها ولكنها أرجئت إلى حين بعد أن هجرها سكانها فلم يكن بها إلا الجدران والأبواب، فتعاونوا على إعادة الكهرباء إليها وإدخال المياه، وإجراء الإصلاحات اللازمة لاستئناف الحياة بدون أن يكلفهم ذلك شيئا لأنهم تولوا تنفيذ ذلك بأنفسهم كل في مجاله، وسرعان ما أخذوا في استقبال الزائرين من المسلمين وغير المسلمين، وقد زارهم في مقرهم هذا الشيخ صالح القزاز الأمين الأسبق لرابطة العالم الإسلامي وبصحبته الأستاذ علي حافظ صاحب مجلة أخبار العالم الإسلامي الذي كتب عن هذه الزيارة في حينها، ثم زارهم شيخ الأزهر الأسبق الدكتور عبد الحليم محمود - رحمه الله - وأخذ عددهم يتزايد بشكل ملحوظ، وتزوج فتيانهم من فتياتهم، وبدأ التفكير في ضمان جو إسلامي خالص للنشء الجديد، فبدأ لهم أن يقيموا قرية إسلامية في قلب انجلترا فأخذوا يعدون العدة لذلك.