وعلى الرغم من أنهم لم يكونوا يملكون شيئا إلا أنهم كانوا على يقين أن ذلك الأمل سيتحقق، وأعدوا كتبا بفكرتهم بعثوا بها إلى عدد من حكام العالم الإسلامي يدعونهم إلى معاونتهم على تحقيق الفكرة التي يبغون من ورائها أن يهيئوا لأنفسهم جوا إسلاميا خالصا يعيشون فيه في قلب الحضارة الغربية، وقد حقق الله لهم ما أرادوا بفضل صدق إيمانهم وإخلاصهم، فاشتروا قرية في مقاطعة (نورج) . بشرق انجلترا، بها عدد من الأبنية اتخذوا إحداها مسجداً، وأقاموا في واحد منها مطبعة لنشر الكتب الإسلامية.

وطبعها، واتخذوا لهم مساكن فيها، ثم أخذوا يستغلون الأرض لتربية الطيور والأغنام التي تهيء لهم مصدرا للطعام الحلال بعيداً عن أي شبهة، وقد تركتهم منذ أكثر من خمس سنوات، وهم يستعدون لاستغلال مساحة الأرض البالغة حوالي سبعين فداناً في الزراعة، وقد أعانهم الله فافتتحوا مسجداً في عاصمة المقاطعة التي تبعد عدة كيلومترات عن القرية حضرت الصلاة الأولى فيه مع سماحة المرحوم الشيخ عبد الله المحمود الرئيس العام للمركز الإسلامي بالشارقة، والذي قدم لهم ثمن القرية البالغ ستين ألف جنيه استرليني تبرعا من سمو الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة.

وحسبكم أن تعلموا أن هؤلاء الإخوة قد انتقلوا بنشاطهم إلى أمريكا وغيرها من بلاد أوربا، ومنها قرطبة بأسبانيا وقد تحدثوا إلي بما يدور في خواطرهم عن الإسلام في أسبانيا وأنهم يريدون أن يجد العالم مسجد قرطبة وقد افتتح للصلاة بعد هذه القرون العدة من تعطيل الصلاة فيه وأعتقد أنهم بدأوا الطريق لتحقيق هذا الهدف.

ومن المألوف إذا حضرت صلاة الجمعة في مسجد لندن أن ترى أعداداً منهم يشاركون في الصلاة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015