لا إله إلا الله.. نوالي من والاها.. ونعادي من عاداها.
وهم يرددونها بعده ثلاث مرات، ثم صعدت أنا المنبر وبينت معنى الولاء والمعادة، ومن نوالي ومن نعادي، وأن أعداء الله جادون في تغيير هذا الولاء بغيره من التراب أو اللغة أو المذهب أو اللون.
وإنه يجب الحذر منهم؛ لأن تغيير هذا الولاء فيه القضاء على الأمة الإسلامية وتحطيم راية الإسلام، وان القوميات التي نشأت في كثير من بلدان المسلمين إنما كان مخططا لها من قبل أعداء الله في الدول الأوربية ولا سيما القومية العربية التي شتت الله بها شمل العرب عندما أقامها بعض المجرمين مقام دين الله.
ولما كان معهد كنتور هذا قد حاز قصب السبق في تدريس اللغة العربية والاهتمام بها حتى إن أساتذته وطلبته لا يحتاجون إلى من يترجم لهم المحاضرة التي تلقى باللغة العربية، لما كان هذا المعهد كذلك حصل لبس عند فضيلة مدير المعهد من كلامي عن القومية العربية فظن أن اهتمام المعهد باللغة العربية قد يظن منه التعصب للعرب، فعلق بكلمة مختصرة وضح فيها أن المعهد إنما يهتم باللغة العربية لأنها لغة الإسلام وبها نزل القرآن، فذكرت له أن من أهم الأسباب التي جعلتني أذكر القومية العربية وأن الولاء الحق هو للإسلام لا للجنس أنكم تهتمون بلغة العرب أكثر منهم، ولو كان الولاء للقوميات لكانت اللغة الإندونيسية أولى بكم ففهم المراد، وطلب فضيلة مدير المعهد من الطلبة أن يقوموا احتراما لنا عند الخروج فقاموا جميعا فصعدت المنبر وذكرت لهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كره القيام لنفسه من صحابته الذين تركوا القيام له مع شدة محبتهم له، وأن لنا في ذلك أسوة، وأن القيام إنما يحصل من الأعاجم لملوكهم، وقد نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، وطلبت منهم أن يقعدوا جميعا، واعتذرت لفضيلة المدير فقعدوا وخرجنا وهم على مقاعدهم.