ورافقنا بعض المدرسين إلى مقر نزلنا حيث تبادلنا الأحاديث في شؤون الدعوة والتعليم، ثم تركونا لنلتقي غدا في المسجد لصلاة الفجر، ثم كلمة الصبح.
كلية الصبح:
ومن النشاطات التي يقوم بها المسؤولون في هذا المعهد كلية الصبح، وهي تطلق على محاضرة ثابتة كل يوم بعد صلاة الفجر، وقد طلبوا مني أن أتولاها في هذا اليوم، وتضمنت: المسلم بين تزكية نفسه وتزكية غيره وموقعه موقع الأستاذ بالنسبة لغيره، والذين يدعوهم إلى الله ينقسمون إلى قسمين: قسم السادة المكابرين، وقسم الأتباع الأذلين، وكلهم في حاجة إلى صير ومصابرة حتى يحقق الله على يديه رفع راية الإسلام.
والداعي كما أنه لا يذل إلا لله فإنه لا يتكبر على خلق الله.
نبذة موجزة عن معهد كنتور:
لا بد من التعريف بهذا المعهد الذي يندر له نظير في إندونيسيا، ولا أدري عن غيرها، وقد بدأ بعض الطلبة الذين أتموا دراستهم فيه يحاولون إنشاء معاهد على غراره.
ولا أقصد من نفي النظير أن المعهد أكبر من غيره من المؤسسات الإسلامية، كما لا أريد أنه أقدم المعاهد الإسلامية، ولا أن طلبته أكثر من طلبة غيره، ولا أن مناهجه فاقت المناهج الأخرى.
ولكن الذي أقصده أن المعهد قام على البذل والتضحية من قبل المؤسسين، ثم من قبلهم ومن قبل المعاونين لهم في الشؤون الإدارية والمدرسين والطلبة على السواء.
فقد قام بتأسيس المعهد الحاج أحمد سهل رحمه الله، حيث أوقف قطعة أرض بني عليها مبنى للدارسة وآخر مثله مصلى، كل واحد منها مثل الفصل الدراسي المتوسط، وكان ذلك في 12 ربيع الأول سنة 1345هـ، وساعده أخواه فضيلة الحاج زين الدين فناني وفضيلة الشيخ الحاج إمام زركشي.