السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فإن ما ابتلي به العالم الإسلامي في القرون المتأخرة من مذاهب ونظريات أثرت على عقيدة شبابه وأخلاقهم وسلوكهم، فانحرف بذلك كثير من أبناء المسلمين في تلك التيارات وأعجبوا بها حتى أصبح بعضهم حرباً على دينهم وعقيدتهم وأخلاقهم.
وكانت هناك صحوة بدأت على يد دعاة قلائل أول الأمر، وقد أهاب هؤلاء بشباب الإسلام أن يعودوا إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم. وتوجه كثير من الشباب إلى هذه الدعوة، وتبينوا الخطر الذي يحيط بهم من الشرق والغرب على السواء وأخذوا يفكرون ويبحثون عن مخلص من المآزق التي انزلقوا إليها، وعرفوا أن المخلص هو بالعودة إلى كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
وما كان المسلمون في عصورهم الأولى في حاجة إلى أن ينادوا إلى أدب إسلامي لأن أدبهم مثل حركاتهم وسكناتهم وعقيدتهم كلها نابعة من مصدرين أساسيين هما كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وإنما اضطر دعاة الإسلام في هذا العصر إلى أن ينادوا بأدب إسلامي واقتصاد إسلامي لأنهم رأوا قلوب الشباب قد أفرغت من عقيدة الإسلام ومثله وأخلاقه وملئت بغير ذلك، فأرادوا مرة أخرى أن يفرغوها من تلك المفاسد ويملؤها بدين الإسلام.
لذلك كانت الدعوة إلى الأدب الإسلامي في هذا العصر كغيره من الأنشطة الإسلامية ضرورة لا بد منها.
لذلك كتب الكتاب ودعا الدعاة إلى هذا الأدب الإسلامي ليؤثر في نفوس المسلمين بدلاً من أن يؤثر فيهم الأدب الجاهلي.