بسم الله الرحمن الرحيم: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ومن نزغات الشياطين، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا وإمامنا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
فإنني أكرر شكري لله عز وجل تكرارا لا ينتهي مدى الحياة، وأحمده عز وجل أن يسر هذا اللقاء لهذه الصفوة من الأدباء، والمفكرين، ثم أشكر لأركان الحوار من أدبائنا ومفكرينا وعلماء المسلمين لاستجابتهم الخيرة لحضور هذا الحوار الذي قصدت به الجامعة وضوح الرؤية وتأكيدها لإشاعة منهج دراسة الأدب الإسلامي في الجامعات العربية والإسلامية جميعاً بإذن الله عز وجل.
إن اهتمامنا بالأدب الإسلامي ينبع من اهتمامنا بالإسلام والدعوة إلى الإسلام. وربنا عز وجل يوضح أهمية هذا الجانب في كتابه العزيز إذ يمتن على الإنسان بقوله عز وجل: {الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الأِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} .
فبدون بيان لا يمكن أن يتأثر المبيَّن له، والأدب في أصدق معانيه هو ذلك التعبير البياني، ورسول الهدى عليه الصلاة والسلام يقول: "إن من البيان لسحراً". وإذا كان البيان سحراً حلالا فإنه خليق بالجامعة الإسلامية والجامعات الأخرى أن تهرع بكامل طاقاتها وعزمها إلى تأصيل ما يكون به هذا البيان متأصلاً وتضع له المناهج وتتبنى تدريسه، لا في مادة في قسم، ولكن فيمَا يجعله أكبر تأثيراً على مسيرة الدعوة والتعليم،- بإنشاء قسم مستقل يعني بهذا الأدب وتراثه.