لقد ألفت كتاباً منذ سنوات طويلة أيام كنت أشتغل بالأدب ويجب أن أعترف لكم أنني بعدت بعداً شاسعاً عن الأدب ومفاهيمه وطرائقه تعبيره وأنتم الآن تشدونني شداً إلى الأدب وما أدري هل أفلح في ذلك أم لا؟

إن في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مفاهيم كاملة يعيش فيها الأديب المسلم والفنان المسلم - يستمد إيحاءاته كلها من مفاهيم هذا الدين. ليس من الجزئيات لكن من المفاهيم العامة.

ثم إنه أيضاً يستطيع أن يستمد الجزئيات من كتاب الله. ومثلت في الكتاب لأمر لفتني في كتاب الله وهو العناية الشديدة بإبراز مشاهد الطبيعة. حتى في التمثيل للمعاني المجردة. فيمثل الإنفاق عن إيمان ولمرضاة الله بجنة بربوة أصابها وابل ويمثل للإنفاق رياء بصفوان عليه تراب أصابه وابل فتركه صلداً.

إن استخدام القرآن لمشاهد الطبيعة في التعبير عن معاني نفسية بحتة يجعل المسلم يتفاعل مع هذا الكون الحي الذي خلقه الله، تفاعل صداقة، وتفاعلا حيويا، تحس أن هذا الكائن الذي خلقه يتجاوب معه، وهو يتجاوب معه فهناك صلة بين هذا الإنسان وبين الطبيعة.

هذا نموذج من النماذج في الجزئيات التي يمكن أن نستمدها من كتاب الله. وأذكر أنني قد أشرت إلى أنه حتى فيما يتعلق بذات الله سبحانه وتعالى وردت هذه الآية الكريمة {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ} .

هذا فيما يتعلق بذات الله تجيء به مشاهد الطبيعة، فما أحرانا نحن قبل أي فنان في العالم أن يبرز هذه المعاني.

هذا موضوع وهناك موضوع آخر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015