النقطة التالية: إن اختيار النصوص للترجمة لا يصح أن يخضع لأي معايير سياسية أو صداقة أو مجاملة، وإنما نختار العمل الجيد الذي يعبر عن الأدب الإسلامي والمستوفي للقيم الجمالية والأدوات الفنية. ومهما كان النص يحتوي على مضامين إسلامية ممتازة فإن هذا لا يكتب النجاح إن لم تكن القواعد الفنية متحققة بشكل جيد. وعلينا أن ننقل نماذج جيدة وأن تكون الترجمة محددة وموجهة تقوم بها مؤسسات لها ميزانية وتقوم باختيار ناجح ومتفق عليها.

بعد ذلك يستطيع القارئ المسيحي والأجنبي أن يتقبل أي عمل جيد مهما كانت العقيدة التي فيه طالما أنها تؤثر فيه وتقنعه، بل إن بعض الغربيين بدأ يدرس البوذية والمذاهب الشاذة أو المنقرضة وعندما يقتنع بها يحاول ترويجها، وإخواننا الذين يعيشون في أوربا وأمريكا يرون أن تلك الأرض خصبة جداً للإسلام.

وعلينا أن نلاحظ أن الأدب يمكن أن بكون جزءأً من الإعلام فنستطيع بالأدب أن نقدم للعالم قضايانا بحيث يفهمها ويقتنع بها. وليس كل إعلام أدباً، إنما يمكن أن يكون الأدب نوعاً من الإعلام.

الإعلام يمكن أن يستعمل الأرقام. يأتي بقضية من القضايا ويضع لها أرقاماً ويقنعنا بهذه الأرقام. وتكون هذه الأرقام ذات ثقل وتأثير جماهيري كبيرين، ولكن الأدب لا نستعمل فيه الأرقام إنما نستعمل فيه القيم الجمالية، والإعلام العالمي الآن اتسع لدرجة كبيرة وأصبح يستعمل السينما والشعر وألوان الأدب الأخرى وكل شيء لذلك يمكن أن نوظف الأدب بالأسلوب الأمثل وأن تراعى القيم الجمالية لكل نص وشكراً.

د. موس ريحان: قضية ترجمة أدبنا إلى اللغات الأجنبية، وتقصيرنا فيها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015