إننا لحاجتنا أو ما خيل إلينا وحبب إلينا نترجم ما عند غيرنا وبأموالنا، وقد نستفيد وقد يكون عملنا دعاية لهم، أما الأوربيون فلديهم المستشرقون وهم يعرفون ما عندنا. ولو وجدوا حاجة لهم في أدبنا لترجموها على حسابهم كما يؤلفون في آدابنا وتراثنا وينقبون بلغتنا وينقلون إلى لغتهم. هذه قضيتهم لا قضيتنا. فأن ينقل أدبنا إليهم فهذه قضية الذين يحتاجون إليه وليست قضيتنا الأولى.
عبد الرحمن حبنكة: موضوع توظيف الأدب عالمياً كما فهمت. هو أن العالم يوظف الأدب لخدمة مبادئه، فالوجودي مثلاً كجان بول سارتر وظف أدبه لخدمة الوجودية والإلحاد، والآداب المسرحية توظف اليوم لنشر الإباحية والرذيلة للأسف أفنكون - ومعنا الحق- منعزلين انعزالاً تاماً عن توظيف أدبنا الإسلامي في خدمة قضيتنا؟، سواء أكانت قضية عقيدية أو حضارية أو أمة.. الخ ولا بد أن تدخل هذه الوظائف.
إذن فالقياس مع غيرنا في أنهم يوظفون آدابهم لخدمة قضاياهم وقد أثروا فينا تأثيراً وغزونا في عقر دارنا، علينا أن نرد الكيل بالكيل ونغزو العالم بالآداب الإسلامية.
د. عبد الله العسيلان: توظيف الأدب عالميا: أرى أنه ينبثق عن التصور الإسلامي، ذلك لأنه تصور خلاق مبدع يشمل الكون كله. وجاء الإسلام ليكون للناس كافة. ومن هذا المفهوم يتبين لنا سعة الأدب الإسلامي الذي ينبثق من التصور الواسع سعة الكون والحياة والإنسان الذي يرتضي الإقليمية المقيتة التي ينادي بها بعضهم في عصرنا. إن وظيفة الأدب الإسلامي واسعة الحدود، وحينما ينبثق الأدب من هذه المنطلقات ليتحدث عن عموم الإنسانية عامة وآلامها وآمالها في إطار المفهوم الإسلامي تكون وظيفته وظيفة عالمية.
وهذه الوظيفة، حينما تتوفر لها الأدوات الفنية، التي تتمثل في القيم التعبيرية والجمالية، نشعر أنها قد تحققت وأن الأدب الإسلامي أصبح قادراً على أن يؤدي دوره المأمول عالمياً.