وقال: إن هؤلاء أحلوا عقولهم محل النصوص الإسلامية كما هو شأن المعتزلة وحذر من خطرهم على الدين الإسلامي بدعوى الاجتهاد وتحريف المفاهيم الإسلامية وحثنا على أن نبلغ علماء المملكة العربية السعودية بأن يتصدوا لهذه التيار الجارف في كثير من بلدان العالم الإسلامي، لأن كلمة علماء المملكة العربية السعودية لها وقع في نفوس كثير من المسلمين وضرب بعض الأمثلة على هذا الانحراف منها ما زعمه بعض الناس من أن المعاملات التجارية والاقتصادية ونحوها لا داعي لتقييدها بالفقه الإسلامي بحجة أن الفقهاء السابقين اجتهدوا في قضايا عصرهم ونحن يجب أن نجتهد في قضايا عصرنا دون حاجة إلى التقيد بآرائهم في ذلك.

ومنها ما زعمته طائفة أخرى من أن أخبار الآحاد في السنة لا تثبت بها عقيدة ولا شريعة وإنها كانت مجرد تجارب للرسول صلى الله عليه وسلم في قضايا معينة ولا يلزم اطراد أحكامها والتقيد بها محتجين ببعض قضايا اجتهادية حصلت من بعض الصحابة كقضاء عمر في طلاق الثلاث ونحوها قالوا: فإذا تخطى الصحابة تلك الأحكام في عهدهم دل على جواز اجتهاد من بعدهم ولو خالف هذا الاجتهاد أخبار الآحاد.

قلت: وهؤلاء المنحرفين، وأمثالهم هم بلاء على الأمة الإسلامية لأنهم يظهرون برجال دعوة ويلجون من باب مسلم به، وهو باب الاجتهاد المفتوح، لأهله لا أمثالهم من الجهلة المنتسبين إلى العلم ويلزم على آرائهم هذه أن تنبذ أغلب النصوص الإسلامية ويأتي من أراد بما يهوي من بدع وانحرافات فليحذر شباب الإسلام المتحمس لدينه من هؤلاء الجهلة، وليحذر الصالحون الذين يرغبون في تقدم الفقه الإسلامي لإيجاد الحلول للمشكلات المعاصرة، من دعوى هؤلاء فإنهم قد يكونون رسل هدم لحصوننا من داخلها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015