قلت للرجل مشيرا إليه بيدي – أي السادن - تعال فجاء حتى وقف بجواري وعليه علامة الاضطراب عندما رآنا نقف وقوف المستهترين بإلهه وبعبادته رافعين رؤوسنا نحس بالعزة وقلت له – وكان يترجم بيني وبينه الأخ عبد الله باهرمز ويساعده محمد أمين - ما سبب عبادتكم لهذا الحجر ومن أين جئتم بأصل هذه العبادة؟ فقال: هذه عبادة أصلها من الهند وهو من توجيهات بوذا. قلت: ولكن هذا حجر منحوت أعطيتموه صفة الألوهية وعبدتموه من دون الله فلماذا؟ قال: لأنه يرمز لبوذا.
قلت: وبوذا هذا إله عندكم أم نبي؟ قال: نبي، قلت: أنتم إذن تعبدون رمز النبي وليس الخالق. فقال: هكذا تعاليم بوذا.
قلت: الأنبياء كلهم دعوا إلى عبادة الله وحده مباشرة بدون واسطة ونهوا الناس عن عبادة غيره وهذه الأوثان لا تضر ولا تنفع والذي يستحق العبادة هو الله الخالق ونحن ندعوك إلى الإسلام الذي لا يوجد في الأرض دين يرضاه الله سواه. فقال: هذا صحيح ونحن نعتقد أن الإله واحد وهذه الأوثان ما هي إلا وسائط تقربنا إليه فبينت معنى لا إله إلا الله وأنها هي السبيل الوحيد للدين الحق وأنه لا يجوز عبادة غير الله بأي شكل من الأشكال وأن الرسول صلى الله عليه وسلم حارب مشركي قريش الذين كانوا يقولون مثلكم ما ندعوهم إلا ليقربون إلى الله زلفى فقال هذه تعاليم بوذا، وكان يبدو عليه الخوف والوجل والعجز أمام الحجة حتى أن ريقه جف ووجهه انتقع قلت: هكذا كان أهل الشرك حجتهم على شركهم: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} . قلنا له بعد ذلك لقد أقمنا عليك الحجة.
ثم ذهبنا إلى مطعم يقال عنه أنه إسلامي: تناولنا فيه طعام الإفطار ووجد فيه الشيخ عبد القوي بغيته فاكهة (ليتشي) إلا أنه معلب كما وجدنا فاكهة أخرى لذيذة تسمى باباي، واسمها في اليمن (عمبرود) وكنت في غاية الشوق إلى تناولها فقلت للشيخ: تلك بغيتك وهذه بغيتي.