وعندما دخلنا المدينة أشير إلى المعبد بوذى وعرض علينا الأخ محمد زيارته للاطلاع. فقلت: نحن مسلمون لباسنا ينبئ الناس أننا من الجزيرة العربية وفيها الكعبة بيت الله الذي يتجه إليه ملايين المسلمين لعبادة الله الواحد وأخشى أن يكون في حضورنا إليه ما يدعو بعض الجهال إلى اعتقاد شيء لا يليق قالوا فلنقترب لنراه من الخارج ثم نعود وعندما اقتربنا شاهدنا خارج المعبد رجلا قاعدا تحت شجرة بجوار المعبد وهو يلبس مثل لباس الإحرام عندنا إلا أن ثيابه تميل إلى الصفرة وهي رقيقة فسألت من يكون هذا؟ فقالوا هذا هو السادن المعظم عند البوذيين وهو المسئول عن المعبد قلت: يجب إذن أن نبلغه دعوة التوحيد وعندما نزلنا اتجه هو إلى داخل الدير الذي نصب فيه الوثن فدخلنا بعد أن خلعنا نعالنا ترجيحا لجانب تبليغ عقيدة لا إله إلا الله وإلا فقد كنت عازما على الدخول بالنعال.
وعندما دخلنا رأينا المبنى كله قاعة واحدة من الداخل وبجانب الجدار الواقع أمام الداخل – أي في أقصى القاعة - بنيت دكة مرتفعة من الحجارة وعليها نصب التمثال الذي يرمز لبوذا والناس يدخلون وقد وضعت أمامهم أعواد الند (بخور) وملئت أحواض بتربة وكان الواحد منهم يشعل النار في عود البخور ثم يتجه إلى الوثن مشيرا إليه برأسه ويديه وفيها البخور ثم يغرز عود البخور في التربة وينصرف وبعضهم يرفع العودين في يديه فوق رأسه مشيرا بهما وبرأسه سواء إلى الوثن.