وعندما حلقت الطائرة على الأرض التايلندية أطللت من النافذة لأرى تلك الأرض التي غطاها خالقها ببساط أخضر من الغابات والمزارع تتخللها الأنهار والجداول المتفرعة عنها التي تبدو مثل الشرايين الدافئة، وقد وشيت تلك الغابات والمزارع بالمنازل المسنمة التي تظهر كأنها مغروزة غرزا في ذلك البساط وقد صف على سطوحها الآجر الأحمر كقطع الصابون، وهبطت بنا الطائرة في مطار بانكوك في الساعة التاسعة إلا عشرين دقيقة بتوقيت كراتشي.. ونقلتنا السيارة- على حساب شركة الخطوط الجوية إلى الفندق، وهو من الفنادق الفخمة النظيفة المظهر والقذرة المخبر، وكان النزول فيه على حساب الخطوط كذلك لأن الحجز قد تم عن طريقها إلى كوالالمبور، وكانت مدة الاستراحة في الفندق أربع ساعات تقريبا.

وفي الطريق إلى الفندق كان الابن عبد البر راكبا بجوار السائق وأنا بجوار عبد البر فأخذ السائق يتحدث مع عبد البر باللغة الإنجليزية بكلام لا يفهمه هو ولا أنا، ولكن شعرت من حركاته أنه يذكر شيئا غير لائق، فزجرته بصوت عال قائلا له: اسكت وأشرت به بإصبعي إٍلى فمي- والإشارة لغة عالمية- وقطبت له وجهي ففهم وأخذ يعتذر آي آم سوري- أسف- ولم يتكلم بعدها معنا.

وبعد فراقه سألت الأخوين الشيخ عبد القوى والأخ عبد الله باهرمز أكنت محقا في زجر الرجل قالا نعم فقد كان يعرض بضاعة فاسدة فكان زجرك إياه في مكانه.

نحن في كوالالمبور وأثاثنا في مانيلا:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015