وعندما طلبنا العشاء أكدنا على المضيف بأن لا يوضع في الطعام شيء من الفلفل ولكن القاعدة عندهم- في هذا الباب أن يسمعوا ويقولوا: سمعنا وعصينا وهكذا كانت مطاعم أندونيسيا.

من كراتشي إلى بانكوك (20/ 18) :

غادرنا هذا الفندق إلى آخر يسمى فندق الخليج، وبقينا فيه إلى الساعة الواحدة والنصف صباحا حيث ذهبنا إلى مطار كراتشي وبعد أن وزن العفش وختمت الجوازات انتظرنا في القاعة ثم صعدنا إلى الطائرة التي أقلعت في الساعة الرابعة وخمس دقائق صباحا.

وبعد الإقلاع أخبرنا المضيفين أننا نريد أن نصلي الفجر، وكان المكان الذي نريد الصلاة فيه مجالا لخدماتهم، فبسطنا السجادة وصلينا وعندما رأونا انكفوا عن هذا المكان حتى فرغنا من الصلاة ثم عادوا لتقديم خدماتهم، وكان المضيف قد اقترب منا وبيده الزجاجة عارضا بضاعته الملعونة، وعندما رفضنا قال: وماذا قلنا: ببسي وكان أحد ال ركاب أمامنا قد شرب حتى احمرت عيناه، وذاك يسكب له في الكأس حتى أعادها مملوءة لعدم استطاعته المواصلة وبعد أن صلينا أخذت أنظر من النافذة إلى حيث شروق الشمس فكانت حمرة الأفق قانية والأفق يرتدي السحاب الذي يرى كأن نارا شديدة الاحمرار شبت فيه وأخذت تنهبه نهبا وما ذلك إلا حمرة ضوء الشمس، ولكن السحاب القريب منا يرى داكنا وكأنه مازال يغط في نومه والحمرة تمتد إليه شيئا فشيئا والظل يتقلص ولو شاء الله لجعله ساكنا.

ثم استسلمنا للنوم إلى الساعة الثامنة إلا عشرين دقيقة حيث أيقظنا المضيفون للإفطار فتمطى الشيخ عبد القوى وقال: نمنا شوية- أي قليلا- قلت: نعم ثلاث ساعات ونصف الساعة وكانت كلمة شوية نكتة تقال كلما حصلت مناسبة مماثلة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015