وكثيرا ما جلسنا معها تقول لنا ولا شيء غير السعادة والحب يملآن قلبها وهي تحكي لنا، وذات يوم دخل علينا والدنا، فوجدها تتحدث معنا عن الإسلام فثار وكاد أن يفتك بها أمامنا، وهاج.. يبحث عن كتب جديدة عن الإسلام أتت بها أمي دون أن يراها فوجد كتبا أخرى غير التي أحرقها، فثار وهاج، وراح يمزقها في عصبية شديدة، وتحدثنا إليه أن يستمع معنا إليها وهي تحدثنا عن الإسلام وتعاليمه، وعن نبي الإسلام وأخلاقه الكريمة.

وغضب لأننا أصبحنا نسمع منها وأننا تأثرنا بها، وأقسم أن يخرج من البيت وألا يعود إليه مرة أخرى.

ويقول دكتور جورج:

وبالفعل خرج أبي، وانتظرنا عودته كثيرا، لكنه لم يعد، واضطرت أمي أن تعمل، وعملت أنا الآخر بجانب دراستي وازدادت مع الأيام والسنين ثقافتنا الإسلامية وقررنا أن نقف على أحوال المسلمين في باريس فذهبنا إلى إحدى الجمعيات الإسلامية المنتشرة هناك وتعرفنا كثيرا على الإسلام وترددنا على الجمعية الإسلامية التي رحب العاملون فيها بالأسرة الفرنسية التي خرج عائلها ولم يعد.

وتدرجت- الحديث للدكتور جورج- في تعليمي حتى أصبحت في سنوات الجامعة النهائية، وكنا قد تشبعنا بالإسلام دينا، وقررت مع أمي أن أعلن إسلامي، وذهبت إلى الشيخ مع أسرتي، وأعلنت الأسرة جميعا إسلامها وأصبح اسمي محمد عبد الله، وأمي أصبحت فاطمة، وأخي أصبح أحمد، وأختي أصبحت خديجة، وأصبحنا نؤدي شعائر ديننا الإسلامي الحنيف، علانية دون خوف من أحد.

ورحت أدعو إلى الإسلام وأنا مازلت طالبا بالجامعة والتف حولي كثيرون من زملائي، كنت أحدثهم عن الإسلام إلا أني كنت أسرح وأنا معهم في أبي الذي تركنا صغاراً نواجه الحياة.

ويقول دكتور جورج- أقصد دكتور عبد الله- وكذلك كان حال أمي وإخوتي إذا ما ران الصمت علينا في أي وقت.

وكانت أمي تقول لنا إنه سيعود، وسيكون مسلما إن شاء الله مهما مرت السنون، ومهما طال غيابه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015