ويقول الفرنسي المسلم محمد عبد الله:
وكثيرا ما دعونا الله في صلاتنا أن يعيد إلينا والدنا الذي خرج غاضبا ثائرا، ليرى تلك الأسرة التي تركها، وقد أصبحت دكتورا وتخرج إخوتي من الجامعة ورحنا نمارس حياتنا مسلمين بلغة القرآن الكريم التي تعلمناها في مركز باريس الإسلامي أثناء دراستنا وكانت أمي هذه السيدة العظيمة هي صاحبة الفضل في كل ذلك.
ويقول: ومرت الأيام، ودخل علينا ذات يوم والدنا الذي انتظرناه طويلا، فاستقبلناه بحفاوة بالغة، وكان الشيب قد خط في شعره كثيرا ولحفاوتنا به ولقائه بنا، اغرورقت عيناه بالدموع، فأمسك بيدي أمي، وراح يعتذر لها، ويعتذر لنا..
وجلس والدنا بيننا نملأ عيوننا وقلوبنا به، فقد غاب عنا سنوات طوال.
وحدثتنا أمنا بالعربية أن نقوم إلى الصلاة لنشكر الله على عودة أبينا إلينا، ونظرنا إليه في حب عظيم، وراح أبي يبتسم في هدوء وفاجأنا بأنه يتحدث العربية إذ قال: سأصلي معكم صلاة الشكر على أنني رأيتكم جميعا مسلمين، فأنا الآن مسلم واسمي عبد الله، دعوني أصلي معكم.
(جريدة المدينة)