ولنبي الإسلام صفات عظيمة، في خلقه وأخلاقه ومن أجل هذا أحببته، وأحببت دينه وتعاليمه البسيطة، وخلقه الكريم.

ويستطرد قائلا: حاولت أن أنهى أمي عن قراءة هذا الكتاب حتى لا يشب شجار بينها وبين أبي في كل وقت وحين، لكنها بلطف نهرتني وأحسست وراء تمسكها بالكتاب وغيره، من الكتب الإسلامية التي أخفتها عن أبي قوة خفية تجذبها إلى هذه القراءات.

وذات يوم.. ذهبت أمي إلى مكان كتبها، فلم تجد أي كتاب منها، وثارت وهاجت وعرفت من سخرية أبي أنه أخذ الكتب وتصرف فيها وعلا صوتها، وأقسمت بالله الواحد، أن تشري غيرها بأي طريقة.

وجلست مع أبي أتحدث معه عن ترك أمي تقرأ ما تشاء، لكنه أصر على أن الذي تفعله مضيعة للوقت وأن عليها أن تنصرف لقراءة أي كتب أخرى، وصرح لي أبي أنه أحرق الكتب. وغضبت في نفسي، وأحسست أنه أحرق أمي بحرق كتبها العزيزة على نفسها، والتي حدثتني عنها في حب شديد ورحت ألوم أبي على فعلته، وأحدثه عن نبي الإسلام حديث الحب الذي روته لي أمي بطريقة هادئة، فثار أبي ووعد أن يحرق أي كتاب في هذا البيت يتحدث عن الإسلام وتعاليمه.

وأحسست أن الإسلام في ذاته يشكل خطورة على أبي، ولهذا جلست أعطي أخي وأختي ما طلبا معرفته عن الإسلام الذي قهر أبي دون أن يتعرف عليه.. ووجدت أنهما يريدان معرفة المزيد، فطلبت من أمي أن تقص علينا ما عرفته وتعرفه عن الإسلام، وابتسمت أمي في سعادة اطمأن لها قلبي وقلب أخوتي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015