يقول دكتور جورج: ولدت لأب فرنسي وأم ألمانية عشنا في باريس غالبية حياتنا، تتكون أسرتي من أخ وأخت كان والدنا يعمل يومه كي يوفر لنا حياة هانئة هادئة فقد كان حبه لنا لا يجارى وكانت أمي تحرص دائما على توفير جو السعادة لأسرتنا وقد سمعت أبي ذات يوم يتحدث لأمي بصوت عال، وبطريقة لم أعهدها في أحاديثهما، وخرجت أمي بعدها متجهمة الوجه عابسة، فحزنت وأنا الطفل الصغير الذي ما زال يدرس في مراحل التعليم الأولى.

ويقول د. جورج:

حاولت أن أسألها عن سبب غضب أبي وعبوسها بعد ذلك، فصمتت بعد سؤالي، وكررت على صمتها الحزين السؤال مرة ومرات، خاصة بعد أن تكررت حادثة غضب أبي منها بعد ذلك مرات كثيرة.

وتحت إلحاحي المستمر، لمعرفة سبب ثوراته الدائمة عليها، قالت هادئة النبرات، دامعة العينين: إنه لا يريدني أن أقرأ هذا الكتاب وكان الكتاب (الشرق كما يراه الغرب) لمؤلفه (ألينزيه دينيه) ، ونظرت إليها في تساؤل، فقالت: إن هذا الكتاب يتحدث عن الدين الإسلامي، وأخلاق نبي الإسلام، ورؤية الغرب السطحية لهذا النبي، وهو لا يريدني أن أتعرف على الشرق والدين الإسلامي، ونبي الإسلام، رغم ما يحمل هذا الكتاب من افتراءات أحسستها في لهجة مؤلفه.

ويضيف دكتور جورج:

وحقيقة الأمر، أذهلني حبها الشديد لنبي الإسلام ولما قلت لها ذلك قالت: إنه نبي أرسله الله سبحانه وتعالى، برسالة هي الدين الإسلامي.

وكان لوقع كلمة- الله- على عقلي وقلبي وقعا كبيرا، وتساؤلات راحت أمي تشرحها لي شرحا وافيا، وعرفت أن الله واحد، لا شريك له، ولا يجب أن يعبد سواه، هو الذي رفع السماء، وبسط الأرض، وهو الذي اختار كل الأنبياء والرسل، وختمهم بمحمد، الذي أدبه فأحسن تأديبه، حتى أنزل عليه القرآن الكريم الذي لو اتبعه البشر، لساد الحب الحقيقي العالم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015