وإزاء ارتدائي الزي المغربي في إجازتي الأسبوعية راح أبي في همجية يمزق رسائل صديقتي المغربية خديجة، وحزنت حزنا شديدا على ذلك وفي اليوم التالي أمسك أبي بالزي المغربي وأحرقه أمامي وكأنه يريد أن يقطع صلتي بالصديقة التي أحببتها دون أن أراها.
وأمام هذا الإصرار على عدم موافقتي لميولهم طرداني من المنزل ذات ليل قارس البرد، وجلست مع نفسي في مكان قريب من منزلنا، وعدت إليه في الصباح، واستقبلني أبي بصرامة شديدة وكذلك أمي ولما سمعا أني عدت إلى حظيرتهما سعدا سعادة لا حدود لها. وجلست هذا اليوم معهما ولم يذهبا إلى عملهما، ولم أذهب إلى مدرستي، احتفالا بعودتي إليهما وإلى الدين الذي أراداني أن أعرفه عنهم، وأنا غير مقتنعة بما يفعلان.
وتقول جاكلين:-
ورحت أراسل صديقتي المغربية في سرية تامة، حتى كانت إجازة الدراسة وكنت قد جمعت مبلغا من المال هو ثمن تذكرة ذهابي إلى الرباط حيث تعيش صديقتي المغربية خديجة.
وحملت حقيبتي الصغيرة وذهبت إلى المغرب تاركة رسالة لأبي وأمي أقول لهما فيها:
"أنا ذاهبة إلى صديقتي التي كرهتموها لأنها حدثتني عن القرآن الكريم معجزة الإسلام، لأعرف منها حقيقة هذه المعجزة التي سببت لكما هذا الإزعاج, أرجو ألا تغضبا مني".
واستقبلتني صديقتي خديجة المغربية كأنها تعرفني من سنوات طويلة وأحسست، براحة شديدة في لقائي بها وجلست مع أسرتها المغربية المسلمة التي رحبت بي تماما ووجدت في نفسي لاستعداد الفطري للإسلام، حيث رحت أسأل وأجد الإجابات الهادئة مليئة بالحب والتقدير للإسلام ونبي الإسلام والقرآن الكريم.