والتربية الفكرية تهدف إلى إخضاع العقل للتدريب والتمرين حتى يقوي فيه ملكة التمييز بين الحق والباطل والهدى والضلال والرؤية الصادقة والبصيرة النافذة ويمكن تدريب العقل بتقديم الحقائق العلمية على أساس أهميتها في الحياة وتقييمها للسلوك واستعمالها في طريق الخير والتفاعل معها بحيث تكون جزءا من حياة الشخص ثم تجربة تلك الحقائق مع واقع الحياة ليرى مدى فائدة الحقائق العلمية إذا ما استعملت في حياة الإنسان وأهمية التربية الفكرية أنها تزيد من قدرات الفرد على الإدراك والتكيف وتقبل الحقائق والقيام بالواجبات كما أنها تهيأ مجالاً لنمو الذكاء وارتفاع معدلاته بحيث أن الشخص الذكي يكون أقل عرضة للمشكلات التي تدفع إلى الانحراف أو الجريمة؛ لأن قوة عقله ينبهه إلى الطريق القويمة والنتائج المترتبة على الانحراف السلوكي وعن طريق التربية الفكرية تحصل القناعة التي تجعل الفرد متمسكاً بالخير لأنه خير مبتعداً عن الشر لأنه شر وأنه لا تعارض بين ما يقرره المنطق والعقل وما يطالب به المرء دينياً من الالتزام بسلوك أخلاقي ثابت ومعروف في حياته.
2- تكوين البصيرة: