فقول الحافظ رحمه الله هنا على اختلاف بينهم.. الخ, يدل على أن علماء الفلك غير متفقين على ما نقله عنهم آنفا من كون القمر في السماء الدنيا وعطارد في الثانية والزهرة في الثالثة والشمس في الرابعة..الخ وغير ذلك مما نقله عنهم ولو كانت لديهم أدلة قطعية على ما ذكروا لم يختلفوا ولو فرضنا أنهم اتفقوا على ما ذكر فاتفاقهم ليس بحجة لأنه غير معصوم وإنما الإجماع المعصوم هو إجماع علماء الإسلام الذين توفرت فيهم شروط الاجتهاد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي علة الحق منصورة" الحديث. فإذا اجتمع علماء الإسلام على حكم اجتماعا قطعيا لا سكوتيا فإنهم بلا شك على حق لأن الطائفة المنصورة منهم وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها لا تزال على الحق حتى يأتي أمر الله، وظاهر الأدلة السابقة، وكلام الكثير من أهل العلم أو الأكثر كما حكاه النسفي، والألوسي أن جميع الكواكب ومنها الشمس والقمر تحت السموات وليست في داخل شيء منها، وبذلك يعلم أنه لا مانع من أن يكون هناك فضاء بين الكواكب والسماء الدنيا يمكن أن تسير فيه المركبات الفضائية ويمكن أن تنزل على سطح القمر أو غيره من الكواكب ولا يجوز أن يقال بامتناع ذلك إلا بدليل شرعي صريح يجب المصير إليه كما أنه لا يجوز أن يصدق من قال إنه وصل إلى سطح القمر أو غيره من الكواكب إلا بأدلة علمية تدل على صدقه, ولا شك أن الناس بالنسبة إلى معلوماتهم عن الفضاء ورواد الفضاء يتفاوتون فمن كان لديهم معلومات قد اقتنع بها بواسطة المراصد أو غيرها دلته على صحة ما ادعاه رواد الفضاء الأمريكيون من وصولهم إلى سطح القمر فهو معذور في تصديقه ومن لم يتوفر لديه المعلومات الدالة على ذلك فالواجب عليه التوقف والتثبت حتى يثبت لديه ما يقضي التصديق أو التكذيب عملا بالأدلة السالف ذكرها ومما يدل على إمكان الصعود إلى الكواكب قول الله سبحانه في سورة الجن فيما حكاه عنهم: {وَأَنَّا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015