هذا مع العلم أن فطرة اليابانيين وأخلاقهم أقل انحرافا من أهل أوربا وأمريكا فيما يبدو، وذكر لي الأخوة الذين التقيت بهم في المركز الإسلامي أن تعاليم كتاب بوذا الذي يدين به أغلب اليابانيين فيه من الدعوة من المبادئ الخلقية ما يجعل الياباني أقرب من المسيحي والوثني - الذي لا توجد تلك المبادئ في تعاليمه - إلى الإسلام، بل قال الأخ علي الزعبي: إن الياباني لا تنقصه إلا شهادة إن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وكنت قلت له حينئذ: هذه مبالغة، ولكن مع ذلك فأنا مقتنع بأن لو وجد الدعاة المخلصون والمدارس الإسلامية لأبناء المسلمين، وإمدادهم بالمدرسين الصالحين والكتاب الإسلامي المترجم بلغة اليابان لكانوا أقرب الناس إلى لدخول في الإسلام.
وللمركز جهود طيبة في ترجمة بعض الكتب الإسلامية وطبعها ونشرها، ولكن الإمكانات تحد من نشاط المسؤولين عنه، وقد طلبوا مني أن أبلغ المؤسسات الإسلامية في المملكة العربية عن حاجتهم لطبع بعض الكتب الإسلامية التي ترجمت إلى لغة اليابان ونشرها لتعم الفائدة، كما زودوني ببعض تلك الكتب الصغيرة التي تم تسليمها للجامعة الإسلامية؛ لينظر المسؤولون في إمكان طبعها.
وطبيعة اليابانيين الهادئة، ومعاملتهم الحسنة وتواضعهم وإنصاتهم للحديث، وكونهم أقل من الغربيين انحلالا؛ كل ذلك من عوامل قبولهم للإسلام، بالإضافة إلى أصالة تدينهم العاطفي في الجملة.
ولعلي أعود لهذا الموضوع مرة أخرى في مناسبة تالية بإذن الله.
فروسية الإنسان وغرائب الحيوان:
وفي مساء هذا اليوم شاهدنا على شاشة التلفزيون الياباني عجائب من التدريبات، فروسية ركوب الخيل التي كانت حركات الركاب - رجالا ونساء - عجيبة جدا، وحيث كان الراكب يقف على جواده ويتجه إلى الأمام والخلف بسرعة فائقة، وينزل فيلتصق ببطن الجواد، أو يقف في الأرض ثم يقفز على ظهره بسرعة كذلك.