- 317 -
الجناب الخديوي فاجابه الجميع وكرروها معه ثلاثاً ثم اثنى على صاحب الليلة واحاضرين ودعا للامة بالنجاح وحفظ كلمة الاتحاد وامتدح امراء الجهادية وضباطهم ورجال الجيش المصري بماهم اهله فنادى الجميع يعيش الجيش المصري وصفق الناس تصفيق الاستحسان وانطلقت الالسن بالدعوات الصالحات للحضرة الخديوية الجليلة ورئيس نظارنا الصادق في خدمة الوطن ولهذا الفارس المقدام واخوانه الامراء. ثم وجهوا الي الخطاب فلم اجد بدا من الامتثال فقمت وقد عجبت مما رايته من ازدحام الالوف المؤلفة في الفضاء المتسع وابتدأت الخطاب بقولي (سنأتي على الخطاب في العدد الاتي)
راينا الدهر يبدي ما اجنا ... فما اشقى النصوح وما اجنا
امور تعجز الكتاب شرحاً ... واحوال ترينا العلم ظنا
كأني بالجهالة وهي شخص ... الى ربع الشقا والخبث حنا
كم قرانا في كثير من الجرائد ما يشف عن ذم التعصب وتقبيح من ينتسب اليه. وكم سمعناه يسلق بالسنة حداد ومع ذلك فانه لا يزال آخذا من بعض الناس كل مأخذ كأن الجل اقسم ان لا يجول عنهم حتى يضرب بينهم وبين المدينة بسور من الهمجية ظاهرة فيه الهداية وباطنه من قبله الضلال
يدلنا على ذلك ما اجراه في هذه الايام حضرة حنا افندي البربري باش كاتب الدائرة البلدية بثغرنا فانه رفت او رفض من الدائرة كثيراً من الكتبة المسلمين وانزل مرتب الصراف الى 600 قرش بعد انكان 1200 وياليته احال وظائف المرفوتين على من يقوم مقامهم. ولكنه احال رئاسة تحريرات الادارة على كاتب تحريرات المحاسبة ورئاسة المراجعة العمومية على كاتب المراجعة القبانية وهذا ما يخالف القوانين المرعيةالاجراء لامرين. الاول ان احالة الوظائف على موطفين في غيرها تستلزم عدم تنجيز الاشغال في اوقاتها اذ لا يخفى ان المكلف بشيء ليس كالمكلف بشيئين. والثاني ان امانة الصراف تستدعي ان يكافأ عليها ولا مكافأة مع نقص ومما زاد في الطين بلة ان المجلس الابتدائي طلب منه 20 قرشاً ثمن مضبطه صدرت لقضية كانت مقامه عليه فقال واليك العبارة بلفظه (يلعن ابو المجلس علي ابو اللي فيه دا مجلس هزو) فهل بعد هذا كله نرى ان التزبات والضغائن القلبية زالت - كلا
لكنا في عصر تنورت فيه الافكار وتنبهت الاذهان فما علينا الا السعي في اتحاد الكلمة وجمع القلوب وعدم التشيع لما يحدث الفرة او يدعو الى التعصب
وقد قدم عموم المرفوتين لنظارة الداخلية والمعية الجليلتين التشكيات من جراء ما تقدم