- 316 -
وجود فارسنا خطيب الحمية ورجوته في افتتاح المحفل برقائق الفاظه وبديع فكره فوقف ووقف المحفل جميعه لوقوفه وابتدأ الخطاب مرتجلاً بقوله
سادتي واخواني
احلي اسماعكم باسم مولانا واميرنا الخديوي الساعي في عمار الوطن وقطع عرق الاستبداد منه واذكركم بمدة حجبت عنا فيها انوار الحرية واستعبدتنا فيها الظلمة حتى صرنا ننتالم ولا يرحمنا احد واصبحت اموالنا وارزاقنا معرضة للنهب والسلب تخطفها ايدي المستبدين الذين تمكنت القسوة من قلوبهم والفوا الظلم وكرهوا العدل والانصاف حتى كانت عاقبة امرهم ان اصبح الناس في قيد الفقر وذل الفاقة والقطر معرضاً للاخطار مهيئاً لامتداد ايدي الطامعين اليه فعز ذلك على اخوانكم واولادكم الجهادية حماة البلاد وتحركت فينا الحمية العربية والغيرة الوطنية فتعاهدنا على رد جيش الظلم وقطع دابرة وتبايعنا على حفظ البلاد ووقاية اميرنا من كل سوء وسرت بهذا الجيش المنصور ووقفت بساحة عابدين امام مولانا الخديوي حفظه الله وقد اشتدت شوكة جيش البغي وقويت معارضته هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً فجال صديقي الاعز الهمام صاحب الغيرة والعزم القوي بين الصفوف ينادي (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله) فكان معي ثاني اثنين في حفظ قلوب الرجال من الزيغ والارتجاف واخذ الكل يردد هذه الاية الشريفة كانهم لم يسمعوها الا ن فمه في تلك الساعة وببركة سيدنا ومنبت شعر العز في روسنا امام المتقين سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وولديه البدرين المنيرين سيدنا الحسن ومولانا الحسين تحصلنا على المقصود وانقذناكم من يد من لم يعرف لكم حرمة ولا يعترف بحق ولا يرى انكم مثله من نوع الانسان وشكرنا ومولانا واميرنا الخديوي علي حسن عنايته بنا وبالامة وعلى ما تفضل به من مجلس الشورى وانتم الان مهيأون للانتخاب فلا تميلكم الاهواء والاغراض لانتخاب ذوي الغايات بل عولوا علىالاذكياء والنبهاء الذين يعرفون حقوقكم ويدفعون المظالم عنكم ويفتحون باب العدل والانصاف في بلادنا فلا تأخذكم الاراجيف وطمانوا في بلادكم ودياركم والتفتوا لاشغالكم ومصالحكم وكونوا على يقين من حفظ البلاد وبقاء اميرنا ممتعاً بامتيازات وطننا محروساً بجنده المظفر وقد كلف صاحب الدولة والفخامة رئيس نظارنا شريف باشا بالنظر في احوال الامة وسن القوانين التي تحفظ حقوقها وهو يجاهد الان مع اصحاب السعادة واخوانه الوزراء في حل المشاكل وترتيب
امورنا الداخلية والخارجية فنسال الله ان يديم لهم هذا النشاط وان يلهمهم التمسك بالعدل الذي الفه هذا الرئيس وفي الختام ننادي بقولنا يعيش