- 318 -
فصدرت الاوامر لحضرة صاحب السعادة الهمام محافظ ثغرنا الاكرم بان يحقق تلك المظلمة بنفسه. كما تقدم لسعادته من المجلس افادة بقصد استجابة الباش كاتب المذكور عن سنة وسوابقه وضمن تلك الافادة محضر ممن كانوا حاضرين بالمجلس شهادة بما سمعوه من السب والقذف علماً ان المجلس واجب الاحترام تلزم الطاعة لاوامره والاذعان لها
فكيف يوصف بانه هزو مع كونه مؤلفا من النبهاء المعتبرين والاذكياء المدربين على احكام العارفين بالقوانين الذين لا تاخذهم في الحق لومة لائم فما الذي دعاه الى التهافت على سبه والخروج عن حدود الاداب افليس يعلم ان محلات الحكومة ليست قارعة طريق ولا حوانيت بقالين
وانا نترك التكلم في هذا الموضوع الان ونعد قراء صحيفتنا الكرام بانا سنتكلم فيه بعد عقيب اتمام التحقيق تفصيلا
ولنا في همة سعادة محافظنا الغيور ما يكفل لنا فصل المسالة بما تحمد عاقبته فنرى من رفتوا بلا سبب عادوا الى وظائفهم فما احلى الوصل بعد القطع ولا سيما ان العموم بعلم ما السعادة الموما اليه من علو الهمة وحب المساواة واحقاق الحق وازهاق الباطل ان الباطل كان زهوقا
المثبت في العدد 18
اجاب عنه حضرة صديقنا العلامة الفاضل الاديب الشيخ رمضان حلاوة بقوله
لعمرك ان الفرش للناس زينة ... ولولاه ما كان الغطاء ولا الفرش
به يخلص العاني به يذهب العنا ... به يبصر الاعمى به يسمع الطرش
به يلبس الغالي به تشرب الطلا ... به يملك المأوى به يملأ الكرش
وقد كثرت في العالمين لغاته ... فغرش وقرش بعده الجرش والارش
متى تجمع الايام بيني وبينه ... فكم مر لي في حلوة اللهد والكرش
فحصل فان المرء لا يعتني به ... اذا لم يكن يا صاح في جيبه (قرش)
ثم اجاب صديقنا الكامل الاريب محمودافندي واصف بقوله
اي هذا الفاضل النحرير. الذي لا يزيف اقواله ناقد خبير. لقد الغزت في مينه الارواح ومزيل الاتراح. وجالب الكروب. ومشعل نيران الحروب. ومسير العسير. ومفرج كل هم خطير. والحد الفاصل بين الغني والفقير.