والإجتهاد، كما وضع النديم مواصفات للمعلم المثالي فقال "يجب أن يكون الأستاذ متواضعًا لين العريكة سهل الأخلاق واسع العبارة في فنه، غير ماجن ولا محملق ولا فاحش ولا قاس ولا معجب بنفسه ولا كسول ولا عابس" (?)، وحث النديم الحكومة على الأخذ بيد أساتذة المدارس ومكافأتهم على أتعابهم ومساعدتهم حتى يقف الشرق أمام الغرب علمًا وعملاً.
وهاجم النديم الدعوة القائلة بأن المصري ليس فيه أهلية للتعليم، وضرب الأمثلة على حب المصريين للتعليم ورغبتهم في التعلم. وهكذا كان النديم مهتمًا بالتعليم ومناديًا بضرورة تعميمه والمحافظة على الثقافة القومية، حتى يتعلم الناس أصول الوطنية ويخلصوا في الإيمان بالله والوطن والنفس وصدق قوله إذ يقول:
أروني أمة بلغت مناها ... بغير العلم أو حد اليماني (?)
وعن دفاع النديم عن اللغة العربية ووقوفه في وجه محاولات الإستعمار للتقليل من شأنها ونقده لأبناء الوطن الذين يتفاخرون بإستعمال اللغات الأجنبية كلغة للتفاهم والتعامل والمخاطر التي ستترتب على مستقبل الوطن والدين نتيجة لما يفعلون كتب مقالاً تحت عنوان إضاعة اللغة تسليم للذات خاطب فيه المتفرنجين قائلاً "أيها الناطق بالضاد - بم تستبدل لغتك وليس لها من مثيل وأن تتركها وأنت لها كفيل، وما الذي استحسنته في غيرها واستقبحت مقابلة فيها" (?) كما بين لهم أن اللغة هي سر الحياة يترجم بها اللسان عن خواطر القلب، وأنها في حد ذاتها شخصية إستقلالية لأن الذي يعبر بلغته يشعر بالقوة وتتطبع نفسه على حب الكرامة والإستقلال ثم انتقدهم بقوله "بقى لما تتكلم بلغة ضيوفك وكل من جه تأخذ لك من لغته كلمتين حتى تركب لك لغة من هنا ومن هنا حتى بقيت غريب عن الديار، وضيعت مجدك وشرفك". وطالب النديم بالإكثار من مدارس الجمعيات وصرف ثلث وقت