الكتاتيب والمدارس الأهلية لتعليم الأولاد حتى تنتشر المدارس ويعم التعليم (?) لأنه لا إصلاح بدون إفتتاح المدارس ونشر المعارف.

وانتقد النديم المصاريف الفادحة التي يفرضها أصحاب المكاتب البسيطة على الأبناء نظير تعليمهم وطالب بإنشاء المدارس العمومية فقال "لا يخفى على العارفين بأحوال الأهلين الذين مازالوا يتكبدون المصاريف الفادحة لقاء تعليم أولادهم في المكاتب البسيطة التي قل أن تنتج زيادة عن معرفة القراءة والكتابة، إن هذا ليس هو الغرض المطلوب بل الذي ينبغي الإجتهاد في الوصول إليه هو أن يكون التعليم في مدارس عمومية توصل المتعلم إلى ما يقتضيه حقوق الهداية (?).

وطالب النديم بوضع نظام قومي لمناهج التعليم الأولي في مصر فنادى بأن "يملأ ذهن التلميذ بأخبار المؤلفين والمهذبين من المتقدمين والمعاصرين، ويشرح له فضل من مضى من علماء جنسه، وما كانوا عليه من الإجتهاد والتقدم والإشتغال بما يبث فيهم روح المعارف لئلا يغلب عليه فضل غيرهم فيحتقر معارف بلاده ويفخر بغيرها" (?)، ثم تحدث عن أهمية دروس الوطنية فقال "أن يعرف التلميذ أصل نشأة جنسه ومقدار ما وصل إليه من العزة والقوة والثروة والأسباب التي تحل عروة الجنسية وتضعف قوتها ويحذره من الإختلاف والتحاسد والتقاعد عن دعوة الإتحاد والألفة" (?) كما صور الوطنية في صورة غذاء ينتفع به جميع الجسم بحيث لا يترك عرقًا من عروق أبناء وطنه إلا وقد "أجرى فيه ماء الوطنية" وكما أن النديم لم يغفل الوطنية في منهجه فإنه لم يغفل الدين أيضاً فطالب المعلم "أن يغرس في ذهن التلميذ أصوله قبل أن يشغل فكره بالعقليات لترسخ قدمه في طريق المذهب فلا تزحزحه العقليات عند الإشتغال بها" (?) وطالب المعلم بإلتزام الطرق السهلة في تعليم تلاميذه وخصوصًا في اللغة العربية حتى لا يصعب الأخذ بها، ولا تمل النفس من ملازمتها (?)، وحثهم على الرغبة في تحصيل العلوم وملازمة الجد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015