2 - مرحلة عصر إسماعيل وتغلغل النفوذ الأجنبي، واضطراب أحوال البلاد، ووقوعها في الديون وتسرب الأفكار والعادات الدخيلة عليها.
3 - مرحلة الإصلاح وفيها يمسك أبناء البلاد زمام الأمور فيشخصون الداء ويوصون بالدواء المستخرج من أرض مصر وتربتها (?).
وعن تنبؤ النديم بقيام حركة إصلاحية تصلح المعوج من الأحوال وتعيد الأمور إلى نصابها كتب مقالاً بعنوان "الذئاب حول الأسد" صور فيه أمجاد مصر في العهود الغابرة وقارنها بما آلت إليه أحوالها من تدهور وتأخر فشبهها في صورة الأسد الذي يكتب تاريخه وهو "كاسف البال باكي العين متغير اللون" (?) لتغلب الوحوش وصغار الحيوانات عليه حتى آل الأمر إلى أسد إستطاع رأب الصدع بعد أن كانت الأمور مختلة لدرجة أصبحت عندها تهابه النمور وتخشاه الفهود.
وعن خطورة تقليد الأجانب وإنتقاد العادات السلبية الواردة من الغرب كتب النديم مقالاً بعنوان "عربي تفرنج" تحدث فيه عن شاب من أبناء الفلاحين سماه زعيط أرسلته الحكومة إلى أوربا لتلقي العلم، وبعد أن أتم دراسته عاد إلى بلاده متبرمًا بعادات قومه وأخلاقياتهم، فنهر والده عندما أخذه بالحضن وقبلَّه شأن الوالد المحب لولده، ولم يكتف بذلك بل أخذ يذم أهله بنعوت مقذعة حيث قال لوالده "أنتم يا أبناء العرب زي البهايم" (?) يضاف إلى ذلك أنه نسي لغته العربية. وقد وصف النديم هذا الشاب بأنه لم يتهذب صغيرًا، ولم يعرف حقوق وطنه، ولا حق لغته، ولا قدر شرف أمته، ونعته باللئيم الجاهل بحق الوطن (?).
وهكذا ومن خلال الأسلوب السهل المؤثر أوضح النديم خطورة الأحوال التي تردت إليها مصر من جراء تسلط الخديو والأجانب عليها، وإستطاع أن يبرزه في حكايات تقبلتها النفوس وفهمها القاريء العام والقاريء المثقف معًا.