بمصر من جراء توريط الخديو إسماعيل لها وحملة مسئولية التدهور الذي وصلت إليه البلاد، موضحًا أن طريق الخلاص لا بد أن يأتي من داخل البلاد فصور مصر بشخص صحيح البنية قوي الأعصاب جميل الصورة لطيف الشكل تسلل إليه أحد المضللين -يقصد بهم الأجانب- وأوقعه في مهاوي الرذيلة حتى إصفر وجهه، وارتخت أعضاؤه، وذهبت بهجته وتسلمه المرض، وغارت عيناه وتشوه وجهه فأخذ يبكي وينتحب ويندب حظه ثم تنفس تنفس الضعيفْ ورمق من حوله بعين لا يكاد يتحرك جفنها وقال لهم بصوت خفي إنكم تركتموني لصاحبي -يقصد الخديو إسماعيل- يدور بي فعرضني على من لم أعرف طبعه ولا عاداته ولا لغته ووكل بي من يغرني ويسلك بي سبيل الغواية فلم أجد بدًا من الموافقة ودرت معه في أماكن اللهو -يقصد الإستدانه- حتى أصبت بالداء الإفرنكي (?).
وبعد أن شرح النديم حالة هذا المريض أيقن بأن علاجه سيكون محليًا بقوله على لسان المريض "أعالج نفسي بحشائش تربتي وعقاقير أرضي من يد أطباء بلادي وصيادلة دياري".
وهكذا شخص النديم الداء في الخديو إسماعيل الذي جلب الأجانب الذين لا يعرفون طبيعة المصريين ولا عاداتهم، وكان بارعًا في التورية بكلمة "الداء الإفرنجي" دقيقًا في تصويره للمشكلة (?).
أما عن الدواء والعلاج فقد شخصهما النديم بأنهما محليان وموجودان داخل مصر في النهاية.
وهكذا يتضح أن النديم قسم مقاله إلى ثلاثة أقسام:
1 - مرحلة ما قبل تولي الخديو إسماعيل حكم مصر، وفيها كانت مصر صحيحة البنية قوية الأعصاب جميلة الصورة لطيفة الشكل.