وعن الموضوعات التي حملت على العادات الفاسدة في المجتمع المصري وحاربت الخرافات فقد تعرض لها النديم، وبين أضرارها فتعرض للشعوذة والمشعوذين، والإحتيال والكذب، والبدع التي تسمم بها النساء العجائز أفكار الشابات مثل الندب والصراخ خلف الميت والجلوس على المقابر والزار وغير ذلك من البدع (?) التي لا تتفق لا مع أصول الدين، ولا مع شعب يبغي السير في مسيرة الحضارة والتقدم.
وعن الشعوذة والمشعوذين دعا النديم الناس إلى الحذر من ضاربي الرمل الذين أفسدوا عقول الناس فصارت "لعبة في أيدي المحتالين" (?) وطالبهم بالإنطلاق في أثر الشعوب المتقدمة كما هاجم هؤلاء المشعوذين وحذرهم من أنهم سيكشف أمرهم بقوله "مهلاً أيها المشعوذ فقد جاءك التنكيت والتبكيت يظهر مخبئاتك وما أنت عليه من الإضلال والإفك، فما أضرنا إلا شعوذتك فلو تعلمت صنعة غير هذه لكانت أشرف لك" (?).
وحذر النديم الأهالي من خطورة الإلتجاء إلى مدعي الطب من المشعوذين، والإلتجاء إلى الأطباء الذين تلقوا العلم الذي يؤهلهم لعلاج المرضى، وذلك في مقاله "أماتك من أسلمك للجهالة" الذي أوضح فيه أن أحد شبان زفتى قد أصيب بالجنون بسبب إدمانه للحشيش فاستحضر له والده دجالاً من مدعي الطب، ولم يستمع إلى نصيحة من نصحه بإستدعاء طبيب من البندر بقوله "خليها بالبركة شي لله يا سيد، الحكيم رايح يعمل أيه" (?) وقد قام الدجال بدق ثوم ووضعه في أذن المريض كما "وضع محرقة على ظهره، ووضع عامودًا صغيرًا من الحديد في النار حتى أحمر وكلما تأوه المريض ضربه على رأسه" (?) حتى ساءت حالته وقد استنكر النديم ذلك وانتقد والد المريض، ووصف ما فعله بالجهل وبالغرابة الخارجة عن التصور الإنساني السليم.
وحول هذا الموضوع أيضاً، ورغبة من النديم في تحذير أبناء وطنه من الإلتجاء إلى المشعوذين في حل مشاكلهم أو الإستماع لأقوالهم ضرب مثلاً آخر