الشاي لتحتسي العروس قدحاً قبل أن تخلع عنها أثوابها.

أما الأمير ايفولت فما كاد يفرغ من توصيل الأميرة حتى صعد سلم القصر وانزوى في مخدعه وطح جسمه على فراشه وجعل يتململ ويتلوى - وقد برقت في عينيه لمعة ذكرى قديمة وراء أفق بعيد وراح يقول: لماذا لم أولد فتى من عامة الناس؟ لم لم أكن من السوقة والصعاليك؟. . . . . ولبث كذلك في سريره ثم نهض فصاح بغلام من غلمة القصر فجاء الغلام فخلع عنه نعليه وقال ماذا يرتدي صاحب السمو؟

قال الأمير - الثوب المزركش

فابتسم الوصيف وقال - هذا هو الثوب الذي أعددته لسموكم من قبل

فنظر الأمير في أنحاء الحجرة فأبصر الثوب يلمع في صندوقه فقال:

أتراني أبدو جميلاً في هذا الثوب؟

قال الغلام: إنك لتبدو. . . . . ولكنه لم يستطع أن يتم قوله إذ ابتدره الأمير. إنني أريد جواباً أميناً صادقاً لا رياء فيه. . . . فتمهل الغلام ثم قال. . . . إنك في لباس تود لو أنك لم نشتمل به. . . . قال الأمير أصبت؟

* * *

فلما انتهى المدعوون من العشاء، لبث الفتى يرتقب العروس، في حجرة أعدت لخلوتهما. وإذ ذاك أقبلت والدته تتقدم الأميرة.

وهي تقول. . . لتسمرا هنا بعض السمر حتى يحين وقت الحفلة والمرقص ولمست آنذاك براحتها خد الفتى ووجنة الفتاة وفي ذلك معنى لا يدركه إلا الأمهات. وابتسمت وانطلقت تمشي إلى الحفل.

فأمسى العروسان في خلوة

نظر كل إلى صاحبه، فأطرقت هي حياء، ووضع هو يده على مكان فؤاده

وبدأ الفتى الحديث فقال. . . . إنك أيتها الأميرة جئت كغريبة لتسودي كملكة في قلوبنا وقلوب. . . . . .

فقاطعته العروس قائلة. . . أعرف ذلك. فقد قرأته في الصحف. . . إلا إذا كنت تريد أن تسترسل في مبادئك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015