فقال الفتى - ولقد لمعت عيناه كأنما تخيل حلماً معسولاً ذهبياً: إنني أريد أن أعيش عيشة طليقة حرة على هواي ومبتغاي.

فأجاب الملك في رفق. أعرف ذلك. وهذا ما سيكون لك يا بني العزيز وأنت تعلم يا ايفولت أنني أحبك الحب كله. ولكنني أود لو أنك تركت فرق جدائلك بحيث تتدلى على أذنيك.

فقال ولي العهد: إنك يا ابتا رجل خير حنون. ولكنني لا أعرف. . . .

فرد عليه الملك قائلاً: كلنا لا نعرف في المبدأ ولكننا جميعاً نحن بني آدم ننهى بالمعرفة، والآن لنعد إلى أحاديث المملكة وشؤون السياسية. هل أعددت العدة لهذا المساء؟ فأطرق لفتى برأسه يأساً وتبرماً وأنشأ يقول: نعم فسأكون في المحطة في لباس الكولونيل وسأخطو في اللحظة المعينة فألثم يد الأميرة وهي تنزل من القطار.

قال الملك: بديع للغاية. ولكن لا حاجة بك إلى التحدث معها حتى حفلة المساء فأجاب الفتى. يلوح لي إذن أنه سيكون زواجاً أخرس صامتاً وسأمشي بها إلى الهيكل كما تساق الشاة إلى المذبح.

قال الملك. هذه هي آداب الأعراس الملوكية. ومع ذلك سنرى. . . . . وهنا ابتسم ومشى منصرفاً من الحجرة.

هناك في حجرة الزهر وجد الملكة.

قال الملك. ألم تعلمي يا عزيزتي الخبر - أن فتانا قد أصبح متمرداً. فنظرت إليه الملكة نظرة جزع وقالت - واها للفتى المسكين. ولكنها فتاة بارعة الجمال ولو لم تكن كذلك لما اخترته له عروساً. ولكن لا تنزعج ولا تتألم.

قال الملك: يالك من زوجة كريمة. وهنا طوق خصرها بذراعه كما لو كان مثلك أو مثلي.

وكان سلوك الأمير في المحطة بديعاً للغاية إذ خطا في اللحظة الواجبة فلثم يد الفتاة العروس ومشى بها إلى مركبة الإمارة وركب هو جواده وجعل يعدو به جانب المركبة وجعل الشعب في الطريق والجماهير الحاشدة على الأفاريز يهتفون ويلوحون بمناديلهم في الهواء. ولم يبق منهم أحد إلا وافق على أن هذه الزيجة ليست إلا زواج حب من النظرة الأولى.

فلما بلغت المركبة بالعروس القصر. تلفت الملكة العروس وأخذتها إلى مائدة أعدت لتناول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015