ناحية ضميرها، ولكن ماذا يحدث إذا وضعت المحفظة جانباً وانتظرت حتى يهدأ الإضطراب روحها ثم تبدأ عملها؟

فكرت مرة أخرى ولكن ترددت، لأنها لم تلبث أن سمعت صوت مواقع الأقدام وحوافر الخيل يقترب من الكوخ وفي بضعة دقائق يدخل الألمان القرية وسيأمرونها أن تكاشفهم بأمرها فلا سبيل إذن إلى الإنتظار. أي الحياتين خير لها، هل الحياة الجديدة باسم جريس روزبري. أم الحياة البالية القديمة باسم مرسى مريك؟

فنظرت للمرة الأخيرة ناحية السرير. إن مستقبل جريس الآن في يديها. وإن اسمها النقي البريء في خدمتها فماذا يمسكها. عند ذلك قررت عزمها فأصرت على أن تأخذ مكان جريس روزبري. . . . .

وأخذت مواقع الأقدام تدنو رويداً رويدا وأمست أصوات الضباط واضحة.

فجلست إزاء المائدة تنتظر ما سيكون ونبهتها غريزتها النسائية قبل كل شيءٍ إلى ثوبها فنظرت إليه فوقع بصرها على شارة الصليب الأحمر فوق ذراعها اليسرى فخطر لها في الحال أن لباس الممرضة قد يضعها في مأزق حرج إذ قد يؤدي إلى البحث عن أمرها فتكتشف حقيقتها.

فنظرت حولها فاستقر بصرها على المعطف الأسود الذي كانت قد أعطت جريس إياه فتناولته واشتملت به فعم جميع بدنها. ولكنها ما كادت تنتهي من ارتداء المعطف حتى طرق أذنها صوت الباب الخارجي وهو يفتح وسمعت أصواتاً غريبة تتكلم وأسلحة تقعقع.

أتنتظر حتى يهتدي إليها أم تظهر نفسها من تلقائها فأجمعت على أن تتقدم هي بنفسها فخطت نحو الستر تريد الدخول ولكن قبل أن تبلغ يدها طرفه أزيح الستر جميعه. وظهر من خلاله ثلاثة رجال.

الفصل الخامس

الجراح الألماني

وكان أصغر الثلاثة يلوح من تقاطيعه وصفحة وجهه وهيأته أن إنجليزي الجنس، يلبس فوق رأسه قلنسوة حربية وينتعل حذائين من أحذية الجنود وأما بقية أثوابه فلا تختلف في شيءٍ عن ثياب السلميين، وقد وقف إلى جانبه ضابط في ردائه البروسي وعلى مقربة منه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015